المتربصون اليوم بإعلامنا الوطني، خاصة منه الصحف المحلية، بعد أن اتسع نطاق حرية التعبير فيها، وأصبح من حق كتابها أن يوجهوا النقد إلى كل وضع يسوده الخلل والخطأ، بغض النظر عمن هو مسؤول عن ذلك، ومكانته الاجتماعية، فكشف هذا هي مهمة الاعلام، الذي وجد من أجلها، خاصة منه الصحافة المقروءة، ودوماً الخشية إنما تعتل في النفوس التي تعلم أن لها من الأخطاء ما فدح، وهي تخشى حينئذ أن تكشف الصحافة أخطاءها، ولهذا فقد حركت هذه الخشية بعض قصاص زماننا، الذين ينسجون الحكايات الوهمية والمتخيلة، التي يخدعون الناس بها ليقنعوهم بما لم يقع أصلاً، ويستدرون بذلك عواطفهم، وهم يعلمون أنهم كاذبون، كهذا الخطيب الذي ينقم على صحفنا أن كشفت أخطاءه المتراكمة، والتي لم تعد تخفى على أحد، فأراد أن ينتقم لنفسه ولمن هم على شاكلته من الشتامين، فأخذ يهاجم الإعلام والصحف المحلية منه خاصة بأسلوب يتدنى إلى درجة يأباها العقل والدين، من توجيه اتهامات باطلة، لو أنه حقق معه أو أحيل إلى قضاء عادل، فطولب بالبينة على ما يدعيه، لثبت أنه متجنٍ على صحفنا وكتابها وسائر مثقفينا، ولما استطاع أن يثبت تهمة واحدة وجهها إليهم، والصحافة من وسائل العصر التي لا تستغني عنها دولة حديثة، وكل محاولة لتهميش دورها لم يعد مقبولاً، وهي حتماً الباقية، أما القصاص فزائلون، فإن كانوا في عصورنا الإسلامية الماضية ليسوا محل ثقة، فهم اليوم لا اعتبار لهم أصلاً، ولا حاجة اليهم، خاصة أن من يصغي إليهم لا يتجاوز بعض العامة، الذين يكتشفون عما قليل انه يكذب عليهم فينفضون عنه، وأتذكر في زمان مضى أن بعض الإخوان المسلمين قدموا إلى بلادنا فخشوا من شخصياتنا الوطنية المخلصة فأخذوا يدعون عليهم بالباطل بشتى التهم، فذهبوا وبقى وطنيونا المخلصون، وتعرضت في زمانهم ذاك صحافتنا بأشد ما تتعرض له اليوم على ألسنة هؤلاء القصاص فذهب مهاجمونا، وبقيت منارة للرأي الحر، فهل يدركون هذا هو ما نرجو والله ولي التوفيق. ص.ب: 35485 جدة: 21488 فاكس: 6407043 [email protected]