كانت هناك محاولة قصيرة بدأت في رجب/ شعبان 1394ه/ 1974م،)..بأن يكون الدوام اليومي على شقين .. بحيث تتخلله فترة الغداء في منتصف النهار..ثم العودة للعمل من بعد الفترة الفاصلة تلك..حتى قرب المساء. لكن سرعان ما تم التخلي عن ذلك "الدوام"، و تم تنفيذ دوام العمل خلال ايام الأسبوع (بخمسة ايام، من السبت الى نهاية الأربعاء..مع تمديد (الجُمَيْعة /عطلة نهاية الاسبوع. الخميس و الجمعة (بعد ان كانت فقط الجمعة). و تم اعتماد البرنامج اليومي الحالي (7:30ص-2:30ظ). هذا الدوام اليومي يبدو غير واقعي و غير محقق للانتاجية المرجوة، بسبب عادة كثير من الناس السهر متأخرين، و ما ينتج عنه من استيقاظهم إما متأخرين أو توجههم –و هم "شبه يقاظىَ- الى نطاق مكاتب العمل. فهو يفترض تناول الناس افطارهم مبكرين و خروجهم الى العمل (الساعة 7ص؟) ليبدأوا "الدوام" في الساعة 7:30. و هذا ربما يتحقق فعلا فقط عند حراس الأمن، أو المباشرين/ الفراشين و صغار الموظفين. ربما. و ثمة لا واقعية اخرى مبطنة، هو ان الموظف (..لنتخيل موظفاً وصل فعلاً الى مكتبه في نطاق العمل في الساعة7:30م) ..أنه سيظل في غير حاجة الى اي طعام حتى نهاية الدوام طيلة 7ساعات متواصلة. و يكاد لا يوجد في اية وزارة او مصلحة حكومية ما هو في حكم (الكافيتيريات) او قاعات الاستراحة (إلا ربما لصلاة الظهر)؛ و لذا نجد انتشار "البوفيهات"..بمعنى الأكشاك لبيع السندويتشات والعصيرات الخ بقرب الوزارت و المصالح، ثم يجري الاعتماد على تسخير "فرّاشي"/ مراسلي المكاتب، خاصة لكبار الموظفين او متوسطيهم. اما الآخرون، فيقومون بتحقيق المهمة بأنفسهم، مع ما يستهلك ذلك من وقت؛ و كل من الفئتين يواصل الاحتساء شبه المتواصل للشاي وأمثاله طيلة "الدوام". و عند العودة للبيت و تناول وجبة "الغداء"، نجد الموظف يلتهم الأكل و المشروب! ثم نجده يتوجه مباشرة الى "تعسيلة" من النوم خلال فترة ما تبقى من "القيلولة"، بما يساهم كل ذلك مشاكل صحية متعددة..تتمثل في تفاقم مشاكل الهضم و تنامي ظاهرة البدانة عندنا. عميد سابق في جامعة البترول [email protected]