** في لحظة سكون حسبها البعض انها سوف تطول لتتحول مع الزمن الى "صمت مطبق" ثم الى "نسيان" ويصبح الأمر كأن كل الذي حدث وجرى وكان كأنه – ما كان – فقد تعود المجتمع الى مثل هذا الأمر في كثير من القضايا التي مرت به أو هو مر بها.. لكن غاب عن هؤلاء الذين ظنوا تلك الظنون انهم في زمن لا يقبل مثل هذا، زمن عبدالله بن عبدالعزيز الذي جعل من الشفافية رواء ومن الصدق طريقاً ومن قول الحق هدفاً ونبراساً ليفاجئهم بتلك القرارات ليضع كل شيء في مكانه الصحيح بعيداً عن أي مداهنات، ليأخذ كل مخطئ في حق وطنه وقبل ذلك في حق نفسه جزاءه العادل بعيداً عن كل المداخلات وليسجل لكل بريء صك براءته على رؤوس الاشهاد، فليس هناك غرض ذاتي في الامر ولا يمكن ان يسمح بظلم انسان – ما – بل لابد من ان يأخذ العدل مجراه. ان زمن عبدالله بن عبدالعزيز زمن الدخول الى عالم النور والعدل واعطاء كل ذي حق حقه، فهو ينظر الى ابناء شعبه نظرة عادلة متساوية رافضة لكل عوامل العنصرية والتعنصر، او القبلية والشعوبية انه الباحث باستمرار عن "العدل". ان كل ذلك يدل دلالة واضحة على الاصرار في مواجهة الاخطاء التي كانت تمثل البعبع الحقيقي للناس، فهم يشعرون بأن هناك "فساداً" لكنهم لا يستطيعون ان يذكروه على ألسنتهم او حتى ان يشيروا اليه مجرد اشارة، لان ذلك في يقينهم انه جزء من العملية الوظيفية وبالتالي لا يمكن التحدث عن أي فساد. الآن أتى رجل الاصلاح ليقلب المعادلة رأساً على عقب فليس هناك مسؤول فوق العدل وبعيداً عن المحاسبة.