قتل فتى فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاما، وأصيب آخران بجروح، إثر إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهم مساء الأربعاء قرب طولكرم شمالي الضفة الغربية، حسبما أفاد مسؤولون أمنيون فلسطينيون. وقالت المصادر لوكالة "فرانس برس" إن الفتى عمر نصار قتل إثر إصابته في رأسه برصاصات أطلقها جنود إسرائيليون على مجموعة من الفلسطينيين كانوا يرشقون حاجزا عسكريا إسرائيليا بالحجارة. واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، في مدن فلسطينية عدة الأربعاء، بعد أن أُعلن الحداد العام على وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية الثلاثاء، فيما دعت قوى وفصائل فلسطينية إلى الخروج في مسيرات ومواجهات مع القوات الإسرائيلية. وفي مدينة الخليل، مسقط رأس أبو حمدية، أعلن الإضراب العام، كما اندلعت مواجهات، ألقى خلالها شبان فلسطينيون الحجارة على الجنود الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي. وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بينما أصيب نحو 15 آخرين بالرصاص المطاطي في المواجهات التي اندلعت بين الجيش الإسرائيلي والمحتجين الفلسطينيين في منطقة "باب الزاوية" وسط مدينة الخليل، وعند مدخل مخيمي الفوار والعروب وفي بلدتي بيت أمر وحلحول. وقالت متحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إن النزلاء الفلسطينيين في سجن رامون، جنوبي إسرائيل، رشقوا الحراس بكل ما طالته أيديهم، بينما رد الحراس باستخدام قنابل الغاز. تشريح جثمان الأسير وكشف التقرير الأولي لنتائج تشريح جثمان الأسير ميسرة أبو حمدية في معهد أبو كبير الإسرائيلي أن الورم الخبيث عند الأوتار الصوتية في حنجرة الأسير الراحل قد تفشى إلى الرقبة والرئتين والكبد والعامود الفقري وإلى أحد الأضلاع. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع الأربعاء إن الأطباء الأردنيين سيشاركون بتشريح جثمان أبو حمدية هذه الليلة في معهد الطب العدلي في أبو ديس، إلى جانب الأطباء الفلسطينيين. وأضاف أن وفد الأطباء الأردنيين استطاع دخول فلسطين عقب منع السلطات الإسرائيلية دخوله بداية الأمر، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وأكد قراقع أن الهدف من تشريح جثمان الشهيد أبو حمدية هو "الوقوف على الأسباب التي أدت لاستشهاده.. لأننا لا نثق بالروايات الإسرائيلية التي صدرت بهذا الشأن". وأوضح الوزير الفلسطيني أنه سيتم تسليم جثمان أبو حمدية لعائلته في الخليل الليلة. وكانت عائلة أبو حمدية أعلنت الثلاثاء أن مراسم دفنه ستجرى الخميس بعد أن تقوم لجنة طبية خاصة بتشريح جثمانه الأربعاء إسرائيل تنفي الإهمال واتهم الفلسطينيون إسرائيل بالإهمال المتعمد في التعامل مع حالة أبو حمدية، غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور بن دور، نفى ذلك، مؤكداً في تصريحات لسكاي نيوز عربية، رغبة إسرائيل في استئناف الحوار مع الفلسطينيين وإحلال السلام. وقال مدير نادي الاسير في الخليل، أمجد النجار، لسكاي نيوز عربية، إنه منذ عام 1967، سقط داخل المعتقلات الإسرائيلية 207 فلسطينيين، وفي كل مرة يرتفع العدد ترتفع معه الدعوات لحماية الأسرى بتدويل قضيتهم. يشار إلى أن أبو حمدية هو ثاني أسير فلسطيني يلقى حتفه في سجون إسرائيل هذا العام بعد عرفات جرادات (30 عاما) الذي توفي بعد جلسة استجواب في فبراير الماضي. وقال مسؤولون فلسطينيون إنه تعرض للتعذيب وهو زعم تنفيه اسرائيل. ويحتجز نحو 4800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، تقول إسرائيل إن أغلبهم خطط لشن هجمات عليها أو نفذها بالفعل. كما تحتجز 178 معتقلا "إداريا" في السجون دون محاكمة لمدد تتراوح بين 3 و6 أشهر قابلة للتجديد بناء على أدلة سرية.