أشعلت وفاة الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية نتيجة "الإهمال الطبي" الإحتجاجات داخل معتقلات سلطات الإحتلال الإسرائيلي مختلف أنحاء الضفة الغربية حيث أصيب العشرات في مواجهات مع قوات الإحتلال. وما كاد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة يحمل "حكومة (بنيامين) نتانياهو مسؤولية استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية اليوم في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، والذي كان يعاني من مرض السرطان في سجن إسرائيلي، حتى كشف وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع، أن "اشتباكات وصدامات عنيفة" تدور بين الأسرى وإدارة السجون الإسرائيلية عقب استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية من الخليل". ولفت قراقع في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إلى أن "الوضع متوتر جداً داخل المعتقلات"، موضحاً أن "الأسرى بدأوا بالتكبير والضرب على الأبواب احتجاجاً على استشهاد الأسير أبو حمدية نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجن إيشل". وأكد أن "الأسرى سيخوضون إضراباً عن الطعام إعتبارا من يوم غد في كافة السجون". وتشهد السجون الإسرائيلية حال عصيان وإضراب عن الطعام، بمشاركة جميع الأسرى الفلسطينيين تخللتها مواجهات، استدعت سلطة السجون إلى رفع حال التأهب إلى أقصى درجاته ونشر قوات معززة داخل السجون. وأوضح أحد الأسرى، في حديث إلى "الحياة"، أن "الأوضاع تتفاقم داخل السجون إذ أن الأسرى يعبرون عن احتجاجهم عبر رمي أدوات وحاجيات خارج غرف الاعتقال، ويضربون على الأبواب"، مشيراً إلى أن "الأوضاع الأكثر توتراً في سجون كتسيعوت وايشل والنفحة". وفي هذا السياق، قال مصدر طبي فلسطيني إن "12 فلسطينياً أصيبوا بأعيرة مطاطية خلال مواجهات اندلعت في منطقة باب الزاوية وعلى مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل"، لافتاً إلى أن بين المصابين "مصوّر فضائية معا عماد عمايرة، ومصوّر بال ميديا عبد الغني النتشة"، إثر اندلاع احتجاجات أعقبت وفاة أبو حمدية. وأضاف إنه "جرى نقل المصابين إلى مستشفى الخليل الحكومي"، مؤكداً أنه "جرى علاج العشرات بعد إصابتهم بحالات اختناق جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع". وذكر شهود أن "عشرات الفلسطينيين الغاضبين هاجموا بالحجارة الموقع العسكري الإسرائيلي المقام على مدخل شارع الشهداء، ورد الجنود بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف الشبان منهم". ومن المرتقب أن تخرج مسيرات حاشدة في قطاع غزة بعد مغرب وعشاء اليوم دعت إليها حركة حماس للتنديد بوفاة حمدية في السجون الإسرائيلية. من جهته، يتخوف جهاز الأمن الإسرائيلي من حدوث تصعيد أمني في الضفة الغربية خصوصاً مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني بعد أسبوعين، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس". ونقلت "هآرتس" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي "تخوفها من أن تؤدي وفاة الأسير أبو حمدية إلى موجة مواجهات في الضفة الغربية مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني في 17 نيسان/أبريل الحالي". وحمل مركز أسرى فلسطين للدراسات، سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة مصلحة السجون "المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير ميسرة ابوحمديه". من جهته، أوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن "الأسير ميسرة أبو حمدية الذي كان يعاني من مرض السرطان توفي اليوم بعدما رفضت إسرائيل كل الجهود الدولية لإطلاق سراحه".