في كل يوم تُسجل وزارة الصحة حالات وفاة أو إصابات جديدة بفيروس كورونا.. يتزايد القلق والتخوف من احتمالية تحول متلازمة الشرق الأوسط إلى وباء قاتل، بيد أن هناك من يقلل من خطورة المرض، رغم الارتفاع المستمر في حالات الإصابة. ولكن يبقى التساؤل مطروحًا: هل يتحول فيروس كورونا إلى وباء قاتل؟ فينستن راكانيلو، عالم فيروسات بجامعة كولومبياالأمريكية، قلل من احتمالية تحول متلازمة الشرق الأوسط المعروفة ب "كورونا" إلى وباء، رغم ارتفاع عدد الإصابات به ورغم عدم إلمام العلماء بكيفية انتقال الفيروس من شخص لآخر. واستند "راكانيلو"، في رأيه إلى وجود أمراض أخرى أشد خطرًا من كورونا يجب الحذر من انتشارها. وقال عالم الفيروسات، في مقابلة مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، "لقد أثبتت الأبحاث أن كورونا موجود في الشرق الأوسط منذ فترة من الزمن"، مرجحا وجوده منذ تسعينيات القرن المنصرم، ولكنه لم يسجل انتشارا ملحوظا بين البشر حتى الآن. ودلل على عدم خطورة كورنا بالشكل الكبير، بقوله: "أرى من الناحية العلمية أنه عندما يظهر فيروس جديد ويظل كامنًا لعدة سنوات دون انتشاره بين البشر، فهذا دليل كاف على عدم تشكيله أي خطر.. فليس هناك وجه مقارنة بين كورونا وسارس مثلا". واستطرد: "إنه بالرغم من تسجيل سارس سرعة انتشار أكبر عند ظهوره عام 2003 إذ أصاب 8 آلاف شخص حول العالم، توفي منهم 800 إلا أن سارس لا يرقى لأن يكون وباء". وأكد العالم: "أنه عند المقارنة بين كورونا وسارس، نجد أن قدرة كورونا على الانتقال بين الأشخاص ليست فعالة، وهو ما يعني أنه لن يستطيع التحول لوباء يصيب البشر". ويرى العلماء أن الخفافيش هي أول من أصيب بالفيروس وانتقل منها إلى الإبل، وبعد البحث والتقصي وجد العلماء أن جميع الإبل الموجودة في الشرق الأوسط حاملة لكورونا، والتحاليل التي أجريت على لحومها المذبوحة في مصر، أثبتت أن نسبة إصابة هذه الجمال المذبوحة تصل إلى 100%، وبالرغم من ذلك لم تسجل مصر أي حالة إصابة داخلية بالفيروس". وبالرغم من اعتراف راكانيلو بحاجة العلماء إلى التوصل لكيفية انتقال كورونا بين البشر، إلا أنه أكد وجود فيروسات أخرى أشد فتكا، علينا أن نوليها الكثير من الاعتناء لوقف انتشارها. واستعرض العالم بجامعة كولومبياالأمريكية، في معرض حديثه انتشار مرض شلل الأطفال، وقال: "شلل الأطفال سجل أعلى انتشار له في الآونة الأخيرة في نيجيريا وباكستان وأفغانستان والهند، والأخيرة نجحت مؤخرا في القضاء عليه بعد صراع طويل". واختتم راكانيلو حديثه، داعيًا الجميع إلى تصحيح أولوياتهم ووضع الأمور في نصابها الصحيح، إذ ليس من المعقول التركيز على فيروس مثل كورونا لمجرد قيامه بإصابة أعداد قليلة من الناس، وترك مرض خطير مثل شلل الأطفال يتفشى بصمت بين أطفالنا.