من هنا أهنئ نفسي وإياكم ... فرجت وكنت أظنها لا تفرجُ . العروض الصيفية على الأبواب والخصومات تصل الى النصف فقط زيدوا أحلامكم تزيد فرصكم ... وايضا تغيرت مفاهيم المشاكل وتعددت سبل الحل . فعندما نقع في معضلة او تستعصي علينا مشكلة لم يعد هناك حاجة للقض والقضيض والبكاء والعويل فقط حبة نوم وفراش وثير وحلم من النوع الفاخر ومفسر شاطر ... بعدها ستنقلب المعادلة ... ستعيش الحياة سعيدا. ولما لا ؟؟؟ والشيخ محمد قد تنبأ لك او فسر حلمك بأنك ستحصل على بيتٍ وسيارة وزوجة ومبلغ محترم . وكأن السماء تمطر ذهباً ... دع عنك هذا الآن . انا شابٌ عاطل ولاداعي للوقوف في طوابير الإنتظار وتحمّل عبء الملف الأخضر . فالشيخ محمد قد فسر حلمي بأني سأحصل على وظيفة العام القادم ... انتظر يابني !!! فالشيخ محمد سيقدم لك وظيفة . وسجّل عندك ايضا ... اذهبي الى اهلك فأنتِ : ( طالق. طالق. طالق) ولما تطلق زوجتك وتفارق شريكة حياتك ؟ لأنني حلمت بحلم وفسره الشيخ محمد بوجوب مفارقة زوجتي وانها شرٌ لي وان الله سيصرفه عني . اذن ربما سيزوجك الشيخ محمد ابنته ... ايها النجباء: مارأيتموه ليست وقائع من مخافر شرطة المريخ بل هي حقائق واقول حقائق حتى لا اُتهم بالمزايدة على سمعة مفسري الأحلام ... نعم انها حقائق تخص مجتمعنا المحافظ المتدين الذي اصبحت فيه الأحلام بضاعة وتفسيرها تجارة . فاليوم اضحى من يفسر الأحلام كمن يبيع اكسير الحياة في ذلك الزمن . واصبح بعضهم لايتورع في تنبؤ المستقبل والحكم على الأحداث . تركوا مهنتهم وهي تفسير المنامات وفتحوا دكاكين لتحقيق الأحلام المستقبلية للبشر ولو حتى على حبرٍ وورق . والمجتمع المسكين يجري ويلهث خلف كل ماهو سراب مادام سيحقق المنى . فتجد الشخص يسجل أرقام مفسري الأحلام قبل أن يسجل رقم والده . إننا وبكل ألم أمام ظاهرة تكاد تكون قاصمة لكل ماهو اخلاقي . فتفسير الأحلام كعلم انحرف عن كل مقاصده الشرعية والعقلية وحتى الأخلاقية . فاصبح يفرق الأزواج . ويعطي المنح . ويغذي الأوهام . ويثبط الهمم . بل قد يصل الى ان يكون غطاء للتغرير بالنساء وخداع السفهاء . من هنا اقول واتمنى ان تقولوا معي : لابد ان تُقنن مهنة تفسير الأحلام بحيث لا يُسمح بمزاولتها الا برخصة معتمدة من جهات حكومية . فقد فشل التفسير كمشروع في زمن الحسبة والتطوع . ونتطلع الى نجاحه في ظل قانونٍ يحكمه داخل اطرٍ محددة ومعروفة . ودمتم سعداء... حازم القرني Hazem_algarni@