وفي سؤال وجِّه إلى الشيخ محمد الحسن الدَّدَو عن أسس تفسير الأحلام أجاب بقوله: "تفسير الأحلام مبناه على الفراسة، والناس يتفاوتون فيها؛ فتفسير الأحلام مثل التفسير الإشاري ومثل الفهم والحدس وقوة الذاكرة التي يهبها الله من يشاء من عباده، فيختص به بعض الناس دون بعض، ولا تحتاج الأمة إلى أن تكون مفسري أحلام كلها، ولا تحتاج إلى الرجوع إلى مراجع حتى تكون كذلك، وبناء على ما سبق فإن مفسري الأحلام الموثوق بهم هم أهل الفراسة الذين يعلمون أن الأحلام تلتبس بالرائي؛ فالأحلام من الشيطان والرؤيا من الله، والرؤيا جزء من 46 جزءا من النبوّة، والتجرؤ عليها عظيم الخطر؛ إذ تحتاج إلى ورع ومعرفة بمدلولات اللغة، ومعرفة بواقع الناس وعاداتهم، وحصول الإنسان على مستوى من الفراسة والذكاء يؤهله لذلك، وليس كل إنسان أهلا لذلك، أما كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين، فإن نسبته إلى التابعي المشهور الإمام محمد بن سيرين (توفي 110ه) غير صحيحة؛ فالتابعون لم يؤلف أحد منهم كتابا قط، وأول من ألّف الكتب مالك بن أنس، وابن جريج، وعبدالملك بن صبيح، وهشيم الواسطي، هؤلاء هم أول من ألَّف الكتب، وكلهم من أتباع التابعين؛ فهذا الكتاب غير صحيح النسبة لمحمد بن سيرين، أما التفسير المنسوب لابن عباس رضي الله عنهما والمعروف ب: (تنوير المقباس في تفسير ابن عباس) والمطبوع مرات عدة، فهذا الكتاب ليس من كتب تفسير الأحلام، وإنما هو تفسير للقرآن العظيم، كما أنه ليس تأليفا لابن عباس، وإنما هو تأليف لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب القاموس (توفي 817ه)، وقد جمع فيه التفسير المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ولكنه مع الأسف أتى به من أضعف الطرق، فأتى به من رواية محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وهذا الإسناد معروف لدى المحدثين بأنه إسناد الكذب، فما كان من التفسير مرويا عن ابن عباس من طريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح فهو موضوع متروك فلا يعوَّل عليه".