لم يخلق الله شيئاً في هذا الوجود عبثاً.. فتعاقب الفصول واختلاف درجات الحرارة جزء من دورة الحياة في هذا الكون، والإنسان عبر التاريخ وجد طرقاً متعددة للتكيف مع جو البرد القارس. وسنركز في هذا الحديث على درجة تأثر القلب بالشتاء القارس حيث يتحمل القلب والأوعية الدموية أكثر العبء للتغيرات الحرارية في جسم الإنسان فقد ثبت بالدراسات العلمية أنه في فترات الشتاء القارس (درجة حرارة خارجية تحت 8 درجات مئوية) تزداد فيها نسبة الوفيات القلبية بشكل ملحوظ مقارنة بغيرها من الأوقات!! وأقل درجة حرارة مئوية (داخل الجسم وليست خارجه) ثبت علمياً أنه نجا منها إنسان كانت 13 درجة مئوية وهي لطفلة سويدية عمرها سبع سنوات وجدت قريبة من الغرق. ولا يتحمل جسم الإنسان نزول درجة الحرارة الخارجية إلى أقل من 35 درجة مئوية ويبدأ بالتكيف معها بانقباض الأوعية الدموية في الجلد ورعشة البرد (انقباض العضلات المتكرر لتوليد الحرارة) للمحافظة على درجة حرارة الجسم الداخلية التي تعمل إنزيمات وبروتينات الجسم من خلال ثباتها. وتزداد الأمور سوءاً إذا كان الجو البارد مصحوباً بمطر حيث إن الماء البارد يفقد الحرارة من جسم الإنسان أكثر ب 25 مرة من الهواء البارد فمثلاً لا يستطيع جسم الإنسان السباحة في ماء درجة حرارته 10 درجات مئوية لأنه يؤدي إلى الوفاة في 60 دقيقة. أما إذا سبح في ماء درجة حرارته (صفر مئوي) فإنه يلقى حتفه خلال 15 دقيقة وذلك يفسر الوفاة السريعة للغالبية في ركاب السفينة المشهورة (تايتنك) حيث إن غالبية الركاب سبحوا في ماء درجة حرارته اثنين تحت الصفر المئوي؛ ولذلك كانت وفياتهم سريعة خلال 15 دقيقة. فلم يمكن إنقاذ أغلبيتهم!! ولذلك يجب أن ننتبه إلى آبائنا وأمهاتنا ومن لديهم أمراض في القلب من شدة البرد ومضاعفاته باللبس المناسب، والمكان المهيأ لجلوسهم والأكل والشرب الذي يعطيهم الطاقة المطلوبة من دون التأثير سلباً على الأمراض التي يعانون منها، وإبعادهم عن الجهد البدني مهما كان سببه وبالذات في الشتاء القارس.