يستقبل الشعبُ التركي المسلم شهرَ رمضان المبارك بمظاهر من الفرح والبهجة، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أركان المعمورة، فبمجرد اقتراب الشهر الكريم تتزين مساجد إسطنبول المشهورة بمآذنها العالية. الصلاة والقرآن تمثل صلاة التراويح واحدة من أبرز العبادات في تركيا في شهر رمضان المبارك، حيث تمتلئ المساجد يومياً بالآلاف الذين يهرعون بعد الإفطار مباشرة لكي يجدوا مكاناً لهم بين الازدحام الذي تشهده. وتنظم المساجد في تركيا دورات لتعليم قراءة القرآن وحفظ الأحاديث للأطفال مجاناً يومي السبت والأحد حيث العطلة المدرسية الأسبوعية. ويعتبر الأتراك من أكثر الشعوب الإسلامية حساسية واحترامًا وتبجيلاً لكتاب الله؛ فالقرآن الكريم مثلاً يوضع أعلى الكتب في المكتبات، أو في مكان بارز داخل المنزل أو المكتب، ولا يقبل الأتراك بأي حال وضع القرآن الكريم بين الكتب العادية، أيًّا كان شأنها أو قيمتها، بل يضعونه أعلاها دائمًا. الإفطار يبدأ الأتراك في رمضان إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون، قبل تناول الطعام الشهي، والبعض يقوم لأداء صلاة المغرب أولاً، ثم يعود لمائدة الطعام مستمرًّا في إفطاره، والبعض يكمل إفطاره ثم يؤدي صلاة المغرب. وتصنع الأفران والمخابز في شهر رمضان خبزا خاصا لا يُرى إلا في شهر رمضان ويسمونه ب(بيدا)، وهي كلمة فارسية تعني (الفطير)، وهو نوع من الخبز المستدير بأحجام مختلفة ويباع بسعر أغلى من سعر الخبز العادي. دروس دينية يعتبر انتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز في هذا الشهر عند الأتراك؛ خصوصا في مدينة (إسطنبول) المشتهرة بمساجدها الضخمة، ومآذنها الفخمة، والتي يأتي في مقدمتها مسجد (آيا صوفيا)، ويبتدئ وقت هذه الدروس مع صلاة العصر، وتستمر إلى قرب وقت المغرب، وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال.