تواصل المملكة خدماتها المميزة لحجاج بيت الله الحرام، والتي امتدت منذ الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله)، حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان (حفظهما الله). ولم تدخر المملكة جهدًا في تطوير وتوسيع منطقة المشاعر المقدسة، وإقامة كافة الخدمات عليها لتوفير الراحة والسكينة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام، ومن بين تلك المشاريع الكبرى طريق المشاة في المشاعر المقدسة. ويعد طريق المشاة في المشاعر المقدسة أحد إنجازات المملكة الكبيرة، فهو يعد واحداً من أطول طرق المشاة في العالم، ويمتد من منطقة جبل الرحمة بمشعر عرفات حتى مشعر منى مروراً بمشعر مزدلفة. ويبلغ طول الطريق في الوقت الحالي نحو 25 كيلومتراً، وهو من أطول طرق المشاة في العالم، بينما كان طوله الأول 5100 متر، والثاني 7580 متراً طولياً، والثالث 7556 متراً طولياً، والرابع 4620 متراً طولياً، وهو بذلك أطول من طريق الأبلاش الممتد بين ولايتي جورجيا وولاية مين الأمريكيتين ب7 مرات، وأطول 14 مرة من طريق الهيمالايا في نيبال. وشملت أعمال التحديث في الطريق تركيب بلاط "إنترلوك" بما يعادل 500 ألف متر مربع، ووضع 500 من الحواجز الخرسانية وتركيب 1000 كرسي لاستراحة الحجاج. وتيسيراً لحركة الحجيج تم تركيب مظلات لوقايتهم من حرارة الشمس العالية، بالإضافة إلى أعمدة الرذاذ لتلطيف الأجواء الساخنة. وتضمن الطريق أعمالاً خدمية كثيرة منها 57 لوحة إرشادية، وأكثر من 400 عمود إنارة عالية التقنية، إضافة إلى 810 فوانيس اللد، و25 برج إنارة بارتفاع 30 متراً، و100 فانوس بقوة 100 واط، وتم تركيب أكثر من 400 سلة نفايات على جانبي الطريق. كما يحتوي الطريق على ممر خاص للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تيسير أداء الحجاج لنسكهم، ومساعدتهم على التنقل في منطقة المشاعر المقدسة دون أي صعوبات أو مخاطر تهدد سلامتهم. خدمات إضافية كما نفذت أمانة العاصمة المقدسة مشروع طلاء الإسفلت الخافض للحرارة بطرق المشاة بالمشاعر المقدسة، وذلك بطلاء طريق المشاة بمشعر منى المؤدي إلى جسر الجمرات بمساحة إجمالية بلغت 3500 م2 تقريباً، وهو ما يسهم في خفض درجات الحرارة بنحو 15 درجة مئوية. ويهدف المشروع لتأمين الراحة والأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام أثناء تنقلهم بين المشاعر المقدسة "عرفات – مزدلفة –منى"، حيث تم رصف الطريق بالكامل، وتركيب كراسي على جانبي الطريق من أجل تأمين راحة الحجاج، وتركيب مظلات لوقاية الحجاج من أشعة الشمس، ووضع حواجز خرسانية كروية لمنع دخول المركبات إلى طريق المشاة. وقامت أيضًا أمانة العاصمة المقدسة بإنارة الطريق بواسطة أعمدة عالية التقنية، وكشافات اللد التي تتميز بشدة إضاءتها وقلة تكاليفها مقارنة بالإنارة العادية، مع قلة انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة.