عين الرئيس الأمريكي باراك اوباما الخميس الدبلوماسي المخضرم برينستون ليمان مبعوثا خاصا جديدا إلى السودان خلفا للجنرال سكوت غرايشون. وشغل غرايشون هذا المنصب خلال فترة هامة من تاريخ السودان، حيث تابع سير الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان والذي أفضى خيار الانفصال. بينما شغل ليمان منصب مستشار في وزارة الخارجية قبل تعيينه مبعوثا إلى السودان، كما عمل رئيسا لبعثة بلاده في جنوب افريقيا. وقال اوباما في بيان إن "السفير ليمان سيشرف على دعمنا لتطبيق اتفاق السلام لعام 2005 بشكل كامل وتام، وتخفيف التوتر بين الشمال والجنوب، وبشأن وضع منطقة ابيي واقامة جنوب سودان مستقل في التاسع من يوليو/ تموز 2011 ووضع حد نهائي للنزاع في دارفور". 100 يوم من جانبها، كررت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وهي تقدم ليمان تأكيدها على أن "العنف غير مقبول" في هذه المنطقة، معتبرة أن "الوقت قد حان من اجل حوار يسفر عن نتائج حقيقية في دارفور". وقال ليمان إنه سيقوم يوم السبت بأول رحلة له إلى المنطقة بوصفه مبعوثا امريكيا، حيث يزور اثيوبيا والسودان. وأضاف أن أمامه "الكثير من الملفات الصعبة للتفاوض بشأنها" بين شمال السودان وجنوبه. ويأتي تعيين ليمان في هذا المنصب قبل 100 يوم من الإعلان الرسمي عن تكوين دولة جديدة في جنوب السودان في 9 يوليو/ تموز القادم. الجنوب ودارفور لكن رغم هذه المدة القصيرة لا تزال العديد من الملفات عالقة دون حل بين الحكومة السودانية المركزية في الشمال وجكومة الجنوب، ومن أبرزها ترسيم الحدود ومستقبل منطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط وتوزيع الديون وتقسيم عائدات النفط. وكانت الولاياتالمتحدة أحد الرعاة الرئيسيين لاتفاق السلام الشامل الموقع في يناير/ كانون الثاني 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان، والذي أفضى بعد ست سنوات من تطبيقه إلى اختيار الجنوبيين الانفصال عن شمال السودان بأغلبية كاسحة. وستكون قضية دارفور احدى الملفات الهامة التي سيتعامل معها ليمان، مع استمرار تعثر مفاوضات الدوحة بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في الاقليم. يذكر أن الصراع اندلع في اقليم دارفور عام 2003 عندما حمل متمردون السلاح مطالبين بمشاركة أكبر في السلطة والثروة. وتقدر الأممالمتحدة عدد ضحايا الحرب في دارفور بحوالي 2.7 مليون نازح و300 ألف قتيل، بينما تقول الحكومة السودانية إن عدد القتلى لا يتجاوز 10 آلاف.