واشنطن - رويترز - عين الرئيس الأميركي باراك أوباما الديبلوماسي المخضرم برينستون ليمان مبعوثاً خاصاً جديداً له إلى السودان، في وقت تسعى واشنطن إلى دعم انتقال جنوب السودان الغني بالنفط إلى الاستقلال. واختار أوباما ليمان ليشغل المنصب الشاغر منذ شباط (فبراير) الماضي حين استقال المبعوث السابق سكوت غرايشن ليصبح مرشح الإدارة كسفير للولايات المتحدة لدى كينيا. وكان ليمان سفيراً سابقاً للولايات المتحدة لدى كل من نيجيريا وجنوب أفريقيا. واستدعي من التقاعد العام الماضي لمساعدة غرايشن في التوسط في النزاعات بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء على استقلال الجنوب الذي أجري في كانون الثاني (يناير) الماضي. ومن المقرر أن يستقل جنوب السودان رسمياً في التاسع من تموز (يوليو) المقبل. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وهي تقدم ليمان إلى الصحافيين: «هذه مرحلة حاسمة في تاريخ السودان». وأضافت أن حكومة الخرطوم تعاونت في شكل جيد مع الاستفتاء الذي أجري في 9 كانون الثاني الماضي، و «استمرت في السير قدماً في هذه العملية بروح التعاون نفسها». لكنها أشارت إلى تحديات كبيرة على الطريق، خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها حيث تقول الأممالمتحدة أن كلاً من الشمال والجنوب نشر قوات مجهزة بأسلحة ثقيلة في خطوات يخشى محللون من أنها قد تعيد إشعال الحرب الأهلية التي استمرت طويلاً بين الجانبين وأنهاها اتفاق سلام في عام 2005. وناشدت كلينتون «كلا الجانبين اتخاذ خطوات فورية لمنع الهجمات مستقبلاً واستعادة الهدوء. قيام كل منهما بنشر قوات هو انتهاك لاتفاق السلام الشامل لعام 2005، كما أنه يقوض النوايا الحسنة بعد الاستفتاء»، مشددة على أن على الطرفين التوصل إلى اتفاق أوسع في شأن منطقة أبيي الغنية بالنفط قبل الاستقلال. وقال أوباما في بيان تعيين ليمان: «بفضل خبرته الطويلة في العمل في معظم التحديات الملحة في أفريقيا، فإن السفير ليمان مؤهل في شكل فريد لمواصلة جهودنا في دعم مستقبل سلمي ومزدهر للشعب السوداني». وأضاف: «مثلما اعتمدت الولاياتالمتحدة على مهاراته الديبلوماسية للمساعدة في دعم الانتقال السلمي من التمييز العنصري إلى الديموقراطية عندما كان سفيراً للولايات المتحدة لدى جنوب أفريقيا، فأنا على ثقة بأن خبرته العميقة في القارة الأفريقية ستدفع المصالح الأميركية وطموحات الشعب السوداني إلى الأمام». وسافر ليمان مراراً إلى السودان في الشهور الماضية وسيكلف الآن مهمة قيادة العملية التي تقول واشنطن إنها قد تؤدي إلى تطبيع كامل في نهاية المطاف للعلاقات مع الخرطوم إذا لم تعرقل سير استقلال الجنوب وعملت على تحسين الأوضاع في دارفور. واختير مبعوث أميركي كبير آخر هو دين سميث لتولي ملف إقليم دارفور الذي شهد ثمانية أعوام من الصراع بين متمردين معظمهم من غير العرب والقوات الحكومية المدعومة بميليشيات معظمها عربية، ما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وأشار ليمان إلى أنه سيغادر الولاياتالمتحدة اليوم لحضور اجتماعات في إثيوبيا والسودان وسيحض مجدداً على التوصل إلى اتفاق في شأن أبيي والمسائل الأخرى العالقة مثل ترسيم الحدود والمواطنة وتقسيم الإيرادات النفطية. وأضاف: «لدينا 100 يوم حتى 9 تموز عندما سيصبح الجنوب مستقلاً تماماً. لديهم كثير من القضايا الصعبة تنتظر التفاوض. وهذه ستكون مفاوضات شاقة». ولفت إلى أن «تدفق المقاتلين والأسلحة إلى أبيي أوجد وضعاً متوتراً جداً»، وأن بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في المنطقة سيتعين تعزيزها لتنفيذ التكليف المنوط بها كمجموعة للمراقبة والتحقق.