كلمة مبروك تقال هذا المساء للأهلاويين والنصراويين على حد سواء لأنهم نالوا الشرف الكبير بالسلام على راعي المباراة وحبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين -أمد الله في عمره-، وهم في هذا الإطار يمثلون كل شرائح الرياضيين بالتواجد في النهائي الأغلى وفي أجمل ختام للموسم الرياضي بين يدي القيادة الحكيمة، وما ميز الأهلي والنصر حقيقة أنهما أعادا للأذهان تاريخ جميل وذكريات ذهبية عندما كانا لوحدهما يصولان ويجولان ويتربعان على منصة الذهب وتسيّد الكرة السعودية ثم استمر الأهلي في رحلة الذهب في السنوات الماضية ولحق ما لحق بشقيقه النصر من تقهقر وابتعاد عن البطولات، لتأتي عودة النصر مجددًا إلى المنافسة وتشكل بعدًا جديدًا لمفهوم العودة المظفرة لنادٍ جماهيري عريق الجميع سعد بانطلاقته وتواجده بين أقرانه في ساحة المنافسة، ومن الجميل أيضًا أن محبي الرياضة وجماهير كرة القدم متفاعلون مع هذا النهائي قبل أن يبدأ بالتوقعات والتخمينات والطرائف والمداعبات اللطيفة لإضفاء المتعة والإثارة على مباراة تستحق الاهتمام بين ناديين جماهيريين لهما وزنهما وقوتهما وتاريخهما في صنع إنجازات الكرة السعودية وإمدادها بالنجوم وعمالقة الكرة، واليوم لن أنضم لأصحاب التوقعات فلا أتوقع لمباراة كبيرة مثل الأهلي والنصر حتى وإن كان هناك فوارق فنية، فالعوامل النفسية لها أكبر الأثر في الحسم، وفي المجمل هي خلاصة موسم شهد نجاحًا للأهلي قبل النهائي الكبير بتحقيقه لبطولة ومنافسة على بقية بطولات الموسم كطرف رئيس ومباشر في البطولة، وهناك من جزم بأن الأهلي كان يستحق أيضًا الدوري لأنه الفريق الأجمل والأرقى بعطاءاته الملفتة واستقراره الفني محليًا وآسيويًا ويقابل ذلك الجزم أن الفريق الأهلاوي على الرغم من هذا التميز يدرك لاعبوه أن من الأهمية بمكان تتويج جهودهم الكبيرة هذا الموسم ببطولة غالية والمحافظة على اللقب الكبير الذي حققه الفريق الأهلاوي نهاية الموسم الماضي أمام شقيقه الاتحاد، ونفس الطموح لا شك بأنه يعتري الفريق النصراوي فهذه البطولة قد تشكل له عودة قوية للمنافسة على البطولات. هناك من استهوته حكاية تحويل ملكية الألقاب من نادٍ إلى نادٍ آخر ومن يبذل محاولات يائسة لتغيير اتجاهاتها مثلما تتغير في بعض الأحيان بوصلة البطولات لسبب أو آخر كما حدث للأهلي في سنوات مضت، ولأن الأهلي طرف في هذه الإشكالية التي تحدث على الصعيد الجماهيري فإن من الجدير القول بشهادة كل العقلاء الرياضيين والمؤرخين الموثوقين أن الأهلي يعرف جيدًا أنه يملك وقائع مثبتة ودلائل تؤكد بأنه هو لا سواه النادي الملكي والنادي الراقي والنادي النموذجي علمًا بأن هذا التناول لا يشمل اللقب الأغلى الموثق الذي ناله الأهلي في تاريخه من قبل المليك المفدّى وهو لقب سفير الوطن مصحوبًا بدرع التفوق الرياضي وهو النادي الوحيد الذي حصل على هذا الشرف بعد أن حقق أربع بطولات خارجية في موسم واحد وهو ما لم يتحقق لأحد أنديتنا عدا الأهلي، وبشرح مفصل للتأكيد على أحقية الأهلي فإن الأهلي استلم كؤوسه الذهبية من يد كل ملوك المملكة العربية السعودية في الحقبة الماضية وقائمته الشرفية والرئاسية وما تضمه من أسماء كبيرة من أبناء وأحفاد الملوك.. ثم إن الأهلي هو الطرف الثابت في المنافسة وتحقيق ألقاب كأس الملك منذ نشأة المنافسة على هذه البطولة حتى يومنا الحاضر والبقية تغيروا تتابعًا على منافسة الأهلي وهم الاتحاد والوحدة والاتفاق والهلال ثم النصر في التسعينيات، وعودوا في هذا الصدد لمؤرخ يثق فيه الجميع وهو المؤرخ محمد القدادي. أما لقب الراقي فقد أطلقه على الأهلي الأمير سلطان بن فهد الرئيس السابق لرعاية الشباب عند زيارته لمقر النادي وفي هذا دليل لا يحتمل المصادرة أيضًا.. أما النادي النموذجي والنادي المثالي فقد كان النادي الأهلي هو من أطلق عليه هذان اللقبان بكأسين موثقين وموجودين في سجلات النادي الذهبية ومنحته إياه الرئاسة العامة لرعاية الشباب في فترة التسعينيات الهجرية لما له من دور كبير في صناعة الرياضة السعودية وبناء ألعابها ودعمها في المنافسة كون الأهلي كان ولا يزال يحمل لواء النادي الشامل بمنجزاته المختلفة في كافة الألعاب وإمداده السخي لمنتخبات الوطن، ومن هذه الوقائع والدلائل أجد من غير المعقول أن يخرج علينا من يتغابى أو من يريد أن يزور هذه الحقائق أو يريد إلصاقها بناديه من منطلق الميول وهنا تغييب للمهنية الحقيقية وتغييب للحقيقة أيضًا، حتى ناديه لن يرضى بإطلاق ألقاب وأوصاف ليست من سماته، ولا الأهلاويون يرضون بأن يطلق على ناديهم ألقاباً ليست لهم، ومن باب الإنصاف لا أقل ولا أكثر طرقت هذا الموضوع بعد انجراف بعض المشجعين وتابعيهم من بعض الكتبة لإلحاق ألقاب على أنديتهم وهم يدركون أنها ليست لهذه الأندية، ثم إنني أوردت من الدلائل ما أجزم بأن الجدليين سيقفون عند هذا الحد من الجدل، فألقاب الأهلي موثقة بالصوت والصورة والوثيقة والشهادة، فهل يستطيع الآخرون الإتيان بهذه الدلائل مع العلم أن هذا الطرح لا يقترن بمباراة نهائية أو يكون في سياقها، بل هو طرح مستقل المراد منه إثبات حق لأصحابه مع الاحترام لبقية الأندية التي تستحق بلا شك ألقابها التي حصلت عليها. عن الرياضية