في مسابقات الموسم الكروي الماضي وبعد منافسات حامية وإثارة وندية انقضت فصول الموسم الرياضي، وطارت الطيور بأرزاقها، وذهبت الكؤوس الذهبية والبطولات والإنجازات لمن يستحقها، ونال زعيم الأندية السعودية والآسيوية نصيب الأسد من الألقاب المحلية بعد حصوله على بطولتين غاليتين هما كأس ولي العهد ودوري زين السعودي للمحترفين في نسخته الجديدة، وحصد فريق الأهلي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، وحقق فريق الشباب كأس الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله» التي خصصت لفئة الأولمبي، وغابت فرق الاتحاد والنصر والاتفاق عن ملامسة الذهب المحلي على رغم التحضيرات الكبيرة وسلسلة التعاقدات التي أرهقت موازناتها المالية سواءً بجلب المحترفين الأجانب أو اللاعبين السعوديين في بداية الموسم الكروي وفي فترة الانتقالات الشتوية. ونجح فريق الهلال في مواصلة رحلته المظفرة مع عالم البطولات والإنجازات، واستحق أن ينتزع لقبين محليين غاليين مع مدربه الأرجنتيني غابريل كالديرون، الأول هو كأس ولي العهد بعد انتصاره الساحق على مضيفه فريق الوحدة في المباراة النهائية بخمسة أهداف قوية من دون رد في مكةالمكرمة، والآخر هو كأس دوري زين السعودي للمحترفين بعد تحقيقه اللقب من دون هزيمة طوال مشاركاته في الأشهر الماضية وذلك قبل نهاية منافساته بثلاث جولات وهو الدوري الكروي الأقوى في الوطن العربي، وفقد الهلال أيضاً لقب بطولتين مهمتين هما كأس فيصل، وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، إضافة إلى خروجه المر من بطولة دوري أبطال آسيا 2011 من دور ال16 أمام الاتحاد في جدة بثلاثية نارية مقابل هدف وحيد. وكتب فريق الأهلي اسمه بمداد من ذهب في سجل البطولات المحلية مجدداً بعد حصوله على لقب بطل كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال وهي أغلى البطولات في الملاعب السعودية، وذلك بعد تجاوزه منعطف جاره اللدود ومنافسه التقليدي الاتحاد في كرنفال النهائي المثير بالركلات الترجيحية (4/2) ليحسم اللقب الغالي لمصلحته رسمياً بعدما قدم أداءً كروياً رائعاً، وسيطر على كثير من مجريات النزال، وكان الأقرب لتحقيق الانتصار في الأشواط الأصلية والإضافية قبل أن تحتكم المباراة إلى الركلات الترجيحية التي أنصفت «الراقي» ومنحته كأس البطولة الغالية التي فجرت براكين الفرح بين الجماهير الأهلاوية الكبيرة والغفيرة. ونال فريق الشباب قسمته من كعكة البطولات السعودية بعد حصوله على كأس الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله» التي خصصت لفئة الأولمبي، ليحقق «شيخ الأندية السعودية» بطولة واحدة من بطولات الموسم الكروي، وينجح في التغلب على ظروفه الصعبة التي واجهها طوال الموسم الرياضي على نطاق الفريق الأول والممثلة في كثرة الإصابات التي دهمت لاعبي الفريق وأبرز عناصره المحلية والأجنبية بشكل غريب. وهكذا تقاسم فريقان من العاصمة الرياض (الهلال والشباب) وفريق من جدة (الأهلي) حصيلة الألقاب السعودية الذهبية وكعكة البطولات المحلية، وسط غياب أندية شهيرة أخرى لها شأن كبير في الكرة السعودية (الاتحاد والنصر والاتفاق ) التي لم توفق في الوصول إلى مراكز المقدمة والمنافسة على البطولات والإنجازات المحلية وإسعاد جماهيرها الوفية التي لم تذق طعم الفرحة الحقيقية في الموسم الرياضي الماضي، في الوقت الذي نالت فيه فرق الهلال والاتحاد والاتفاق والأهلي شرف المشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا في نسخته الجديدة 2012، بينما سيغيب فريقا النصر والشباب عن البطولة نفسها بعد مشاركتهما في منافساتها الموسم الكروي الماضي.