أبرز مدير عام المتحف الوطني في الرياض الدكتور عبدالله بن سعود السعود الموقعين الأثريين الذين سُجلا في قائمة التراث العالمي في اليونسكو، وهما موقع الحجر "مدائن صالح" الذي سجل عام 1429ه/2008م، وموقع حي الطريف في الدرعية التاريخية الذي سجل عام 1431ه/2010م. وأوضح خلال المحاضرة التي ألقاها ضمن البرنامج الثقافي الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار على هامش معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور بعنوان "الحضارات القديمة في المملكة العربية السعودية" أن موقع الحجر الأثري " مدائن صالح " الذي يعود إلى الحضارة النبطية في المملكة العربية السعودية، يشكل أول موقع أثري للمملكة يدرج في قائمة التراث العالمي، مشيراً إلى أنه أكبر موقع مُصان لحضارة الأنباط جنوب البتراء بالأردن. وبين أن الموقع يضم شواهد أثرية ضخمة تعود واجهاتها المزخرفة إلى القرن الأول قبل الميلاد وصولاً إلى القرن الأول الميلادي، وتعتبر شواهده الضخمة وآباره المائية، مثالاً استثنائياً عن الإنجازات المعمارية للأنباط وخبراتهم الهيدرولوجية. وأفاد الدكتور السعود أن تسجيل حي الطريف في قائمة التراث العالمي جاء بعد الاعتراف بمدائن صالح " الحجر "، مما يعني أن المملكة استطعت أن تثبت للعالم أن لديها شواهد أثرية ومعالم تاريخية تؤكد البعد الحضاري لها ، مشيراً إلى أن المملكة تعج بالمواقع الأثرية التي تدل على حضارة عريقة في القدم وعلى عبق تاريخي متميز وجميعها تستحق أن تُسجل على قائمة التراث العالمي وما موقعا الحجر والدرعية إلا بداية فقط في هذا المضمار. ووصف الدرعية وحي الطريف بأنهما يمثلان مرحلة تاريخية متميزة في تاريخ المملكة، حيث تعد الدرعية من أقدم المستقرات البشرية منذ عصور ما قبل التاريخ وفجره، وترقد على ضفاف وادي حنيفة مشكلة إحدى أهم نقاط التقاء طرق التجارة التي كانت تربط ما بين شرق الجزيرة العربية وغربها وشمالها وجنوبها. وأفاد أن دور الدرعية السياسي والحضاري برز مع تسلم الإمام محمد بن سعود مقاليد الحكم في نجد وتأسيس الدولة السعودية الأولى سنة 1139ه/ 1726م، وعلى مدى قرن من الزمان تقريباً هو عمر الدولة السعودية الأولى نمت الدرعية وتطورت وازدهرت، وصارت مركزاً سياسياً وثقافياً واقتصادياً ووصفها المؤرخون المعاصرون في فترات ازدهارها بأنها كانت مدينة عامرة، فيها العديد من الأحياء والمساجد والمباني ويحيط بها سور ضخم مزود بأبراج وحصون، ويعد حي الطريف من أبرز أحياء الدرعية بما يضم من قصور وميادين ومساجد. وتطرق إلى موقع جدة التاريخية وأهميته وتميزه بالمساكن الجميلة والقصور التي تحتفظ بالكثير من العناصر الفنية والخصائص التخطيطية، التي تكون نسيجاً متجانساً وتعطي مثالاً حياً قائماً للمدينة العربية الإسلامية الأصيلة. وتحدث عن أهم سمات جدة التاريخية ومتاجرها وشوارعها وأزقتها، لافتاً الانتباه إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قدمت ملف ترشيح جدة التاريخية للتسجيل في قائمة التراث العالمي باليونسكو، وسيناقش الملف في الاجتماع القادم للجنة التراث العالمي 1432ه/2011م . // انتهى //