ضمن البرنامج الثقافي الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار على هامش معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور، الذي انطلقت فعالياته في متحف الارميتاج بمدينة سانت بطرسبيرغ بروسيا ألقى الدكتور عبدالله السعود مدير عام المتحف الوطني في الرياض، محاضرة بعنوان "المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي". وتحدث الدكتور السعود في محاضرته، عن أهم موقعين اثريين سعوديين تم تسجيلهما في قائمة التراث العالمي في اليونسكو، وهما موقع الحجر "مدائن صالح" والذي سجل عام 2008 وموقع حي الطريف في الدرعية التاريخية والذي سجل عام 2010. وأشار عبدالله السعود الذي يشغل كرسي المتحف الوطني أن موقع الحجر هو أول أثر سعودي يدرج في قائمة التراث العالمي، مشيراً إلى أنه أكبر موقع محافظ عليه لحضارة الأنباط. تسجيل المدائن وحي الطريف في قائمة اليونسكو بداية لتسجيل مواقع أخرى واعتبر الدكتور السعود واجهات مساكن الانباط ذات الزخارف والشواهد وآبار المياه مثلاً شاهداً على استثنائية الانجازات المعمارية لهذه الحضارة ودليل على خبرات سبقت العصر لهذه الحضارة التي امتدت من القرن الاول قبل الميلاد إلى القرن الاول الميلادي. وتحدث الدكتور عبدالله السعود عن تسجيل حي الطريف في قائمة التراث العالمي والذي جاء بعد الاعتراف بمدائن صالح، وقال: استطعنا أن نثبت للعالم أن لدينا شواهد أثرية ومعالم تاريخية تؤكد البعد الحضاري لأرض المملكة. وأشار السعود الذي كان يتحدث وسط حضور أكاديمي مرموق إلى أن المملكة تعج بالمواقع الأثرية التي تدل على حضارة موغلة في القدم.. ذات التميز الواضح وأن جميعها تستحق أن تُسجل على قائمة التراث العالمي وأن (الحجر) و(الدرعية) ما هي إلا بداية فقط. وقال مدير المتحف الوطني الدكتور عبدالله السعود أن الدرعية وحي الطريف بشكل خاص يمثلان مرحلة تاريخية متميزة في تاريخ المملكة حيث تعد الدرعية من أقدم المستقرات البشرية منذ عصور ما قبل التاريخ وفجره، وترقد على ضفاف وادي حنيفة مشكلة إحدى أهم نقاط التقاء طرق التجارة التي كانت تربط ما بين شرق الجزيرة العربية وغربها وشمالها وجنوبها. وأشار السعود إلى أن دور الدرعية السياسي والحضاري برز مع تسلم الإمام محمد بن سعود مقاليد الحكم في نجد وتأسيس الدولة السعودية الأولى سنة 1139ه/ 1726م، وعلى مدى قرن من الزمان تقريباً هو عمر الدولة السعودية الأولى نمت الدرعية وتطورت وازدهرت، وصارت مركزاً سياسياً وثقافياً واقتصادياً ووصفها المؤرخون المعاصرون في فترات ازدهارها بأنها كانت مدينة عامرة، فيها عديد من الأحياء والمساجد والمباني ويحيط بها سور ضخم مزود بأبراج وحصون، ويعد حي الطريف من أبرز أحياء الدرعية بما يضم من قصور وميادين ومساجد. كما تطرق الدكتور السعود إلى موقع جدة التاريخية وأهميته وتميزه بالمساكن الجميلة والقصور التي تحتفظ بالكثير من العناصر الفنية والخصائص التخطيطية، والتي تكون نسيجاً متجانساً وتعطي مثالاً حياً قائماً للمدينة العربية الإسلامية الأصيلة. وتحدث عن أهم سمات جدة التاريخية ومتاجرها وشوارعها وأزقتها، لافتاً إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قدمت ملف ترشيح جدة التاريخية للتسجيل في قائمة التراث العالمي باليونسكو.