أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأنه ليس من شأن التفجيرات الإجرامية التي يدبر لها وينفذها مجرمون وعملاء لجهات خارجية في العراق سوى تأخير انسحاب القوات الأجنبية من البلد الشقيق لفترة أطول على العكس من الهدف الذي يسعى إليه الحريصون على مستقبل العراق وعودة الاستقرار إليه والطمأنينة لشعبه الذي فقد الآلاف من أبنائه قبل وبعد سقوط نظام حكم صدام حسين. وقالت إن السؤال المطروح الآن يتمثل في أنه إذا كانت القوات الأمريكيةالمحتلة قد انسحبت من داخل المدن بما فيها بغداد وتتهيأ للانسحاب الكامل من الأراضي العراقية حسبما تريد إدارة الرئيس أوباما التي تركز على أفغانستان حاليا فما هو المبرر لتفجير السيارات الملغومة في قلب المناطق السكنية والمنشآت الحكومية لتحصد أرواح مئات الأبرياء. وأكدت الصحف أن استقرار العراق يأتي في مصلحة دول الجوار مثلما هو في مصلحة الشعب العراقي ويجب أن يعمل الجميع وفق هذا المبدأ حتى لا تحرق النار أصابع من يعبثون بالأمن العراقي ولو بعد حين مطالبة الحكومة العراقية بأن تبذل جهدا أكبر للكشف عن عملاء تلك الجهات بين صفوف قوات الأمن حتى لا يزودوهم بالمعلومات أو يساعدوهم على النفاذ من الكمائن الأمنية. وخلصت إلى القول بأن الولاياتالمتحدة لن تنسحب طالما بقيت القوات العراقية عاجزة عن حماية أمن البلاد لأنها ببساطة لا تريد أن يذهب قتلاها ومصابوها وما أنفقته من أموال بلا عائد أو يعود العراق إلى وضعه أيام صدام حسين. وفي شأن الملف الفلسطيني اعتبرت الصحف أن القرار الذي اتخذه الإتحاد الأوروبي باعتبار القدس عاصمة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية بمثابة موقف تاريخي وجريء يؤكد مواقف الإتحاد الأوروبي السابقة بعدم الاعتراف بقرار إسرائيل بضم القدسالشرقية واعتبار القدس بشطريها عاصمة أبدية له ..وكذلك تمسك دول الإتحاد بعدم الاعتراف بأي تغييرات لحدود عام 1967 . وقالت أن القرار يعيد الإتحاد الأوروبي بقوة إلى ممارسة دور فاعل وحقيقي في عملية السلام بالشرق الأوسط بعد أن كان دور أوروبا دائما دورا اقتصاديا بالدعم المادي للسلطة الفلسطينية والبنية الأساسية والكوادر البشرية لإقامة الدولة الفلسطينية. ورأت الصحف أن التعديلات الطفيفة التي أدخلت على مشروع القرار نتيجة الضغوط الإسرائيلية لم تفرغ القرار من مضمونه الحاسم والجاد والذي يفتح الباب من جديد لمفاوضات جادة للوصول إلى الحل العادل للقضية ويؤكد الدور الجديد للإتحاد الأوروبي للمشاركة بفاعلية في عملية السلام إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقالت أنه رغم هذه التعديلات لم تنجح إسرائيل في الكثير من النقاط المهمة والإيجابية الأخرى بالقرار والتي تنتقد بناء المستوطنات بالقدس والضفة الغربية والجدار العازل وتعتبرها مقامة على أرض محتلة وسياسة التمييز ضد الفلسطينيين في القدس ومصادرة أراضيهم ومنازلهم ..وكذلك النقاط التي تطالب برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة وفتح جميع المعابر. // انتهى //