اعتبرت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان بدء الحوار بين حماس والسلطة الفلسطينية حول كيفية إدارة معبر رفح هو الخطوة الطبيعية التي يجب أن يدعمها كل من يهتم بمصالح الفلسطينيين ويحرص علي ضمان أسلوب كريم لتلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان قطاع غزة. وقالت اذا عجزت حركتا فتح وحماس عن التوصل لاتفاق في هذا الشأن سيكون من الصعب الحفاظ علي مصداقية الدعوات للمجتمع الدولي بالتعاطف مع الحال الذي وصل إليه سكان القطاع في ظل سبعة أشهر من الحصار الإسرائيلي الخانق .. داعيه الفلسطينيين بالظهور امام المجتمع الدولي انهم علي استعداد كامل لوضع خلافاتهم وراء ظهورهم والمبادرة بالتحرك لحل مشاكلهم بأنفسهم قبل أن يطالبوا باقي الأطراف بالتحرك لمساعدتهم. واوضحت الصحف ان وصول الوضع الانساني في غزة إلي درجة متردية كان سببا رئيسيا في قرار مصر فتح الحدود وتحمل مسئوليتها في امداد سكان القطاع باحتياجاتهم .. مشيرة الى الجهود التى تبذلها الدبلوماسية المصرية الآن لدي مختلف الأطراف لمنع العودة إلي ظرف الحصار وما يمثله من عقاب جماعي. ومضت تقول ليس من المقبول أن يبقي المجتمع الدولي صامتا ازاء التعنت الإسرائيلي في مسألة الحصار واغلاق المعابر بعد تدهور الاوضاع في القطاع .. لافته الى مبادرة الاتحاد الأوروبي باعلان استعداده لارسال مراقبيه مجددا إلي المعابر حسب الاتفاقات الموقعة في عام 2005. وطالبت الصحف باقى الأطراف الدولية أن تسير في نفس اتجاه الاتحاد الاوروبى بدلا من الانسياق وراء الاسلوب الإسرائيلي الذي لا يمكن الدفاع عنه بعدما انكشف امام العالم اجمع ما أدي إليه من تدهور لاوضاع السكان المدنيين في قطاع غزة كما طالبت إسرائيل ذاتها ان تدرك ان هذه الأوضاع المأساوية لا تخدم قضية السلام وانما تعطي للتشدد الفرصة لكسب المزيد من المؤيدين. ورأت أن انهاء الأزمة في غزة يضع علي الجميع مسئولية يجب ان ينهضوا بها لصالح السلام وربما يكون ايجاد حل منصف لهذه الأزمة فاتحة خير لتسوية الخلافات بين الفلسطينيين وبث حياة جديدة فعلا في عملية السلام. ولفتت الصحف في السياق ذاته الى النشاط المكثف الذى تشهده العاصمة المصرية القاهرة من خلال المباحثات التى سيجريها الرئيس المصرى حسنى مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول ضبط الحدود المشتركة والمباحثات التى سيجريها وفد من حركة المقاومة الفلسطينية حماس مع المسئولين المصريين حول عدد من القضايا خاصة الحدود مع مصر وإعادة فتح معبر رفح بالاضافة الي زيارة ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا يوم السبت المقبل من أجل بحث موضوع المعابر. ورأت الصحف أن هناك توافقا مصريا فلسطينيا علي أن اسرائيل تتحمل المسئولية المباشرة عن تدهور الموقف والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بما أدي الي انفجار الوضع بعد أن بلغت معاناة سكان القطاع حدا غير مسبوق .. مؤكدة ان مصر لن تسمح بأي انفلات أمني أو المساس بالخطوط الدولية أو تغييرها لأن ذلك من شأنه المساس بالسيادة المصرية وهو ما لا يمكن قبوله تحت أي ظروف. وخلصت الصحف الى القول بانه يبقي أن تقوم القيادات الفلسطينية المتسببة في إهدار تضحيات الشعب المحاصر والمحتل بواجبها وتتحاور فيما بينها بغير شروط أو تلكؤ لاستعادة الوحدة .. وإلا فإن حساب التاريخ سيكون عسيرا. //انتهى// 1056 ت م