أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أنه ليس بامكان العرب والفلسطينيين إذا توجهوا إلي مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام يوم 27 نوفمبر الحالي تقديم تنازلات أخري اكثر مما قدموه في مبادرة قمة بيروت العربية 2002 والتي تمثلت في تطبيع كامل للعلاقات مع اسرائيل مقابل انسحاب كامل من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين المشردين في العودة لأرضهم وممتلكاتهم طبقا للقرارات الدولية ذات الصلة. وقالت تخطىء الولاياتالمتحدةالامريكية كما اخطأت فى مراحل سابقة من عملية السلام اذا تصورت حلا للقضية يتمثل في انتزاع التنازلات من الجانب العربي والفلسطيني لتسيير العربة بينما تحجم عن ممارسة الضغوط لارغام اسرائيل علي التسليم بالحقوق العربية والفلسطينية المشروعة والكف عن أطماع التوسع وأوهام التفوق العنصرية. ورأت الصحف أن المبادرة العربية للسلام هي آخر أطواق النجاة وانه لا أمل في مؤتمر أنابوليس أو غيره إذا لم تلتقطها واشنطن وتقدمها إلي تل أبيب للتنفيذ. وشددت الصحف على ان القيادات العربية المهتمة بعملية السلام حاولت قدر جهدها أن تنسق المواقف فيما بينها وأن تحاول الوصول إلي أرضية مشتركة للتعامل مع التحدي الذي يمثله المؤتمر خاصة أن الإدارة الأمريكية تسعي إلي الخروج بنتائج محددة في نهايته. ونوهت في هذا الاطار بالقمة الثلاثية التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية أمس وشارك فيها الرئيس المصرى حسني مبارك والعاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس .. موضحه ان القمة حرصت علي دعم المفاوض الفلسطيني من أجل إطلاق مفاوضات جادة بأجل زمني محدد علي مسار السلام الفلسطيني الإسرئيلي. ولفتت الى استضافة القاهرة اليوم اجتماعات وزراء خارجية دول مبادرة السلام العربية لاتخاذ موقف مشترك بشأن المشاركة العربية في مؤتمر أنابوليس .. مؤكدة ان الشواهد المبدئية وإن كانت تظهر سعي العرب الى الاتفاق علي موقف موحد فإن هناك اشارات تتحدث عن بعض التباينات في التوجهات بين عدد من الأطراف العربية ليصبح المطلوب من الدبلوماسية العربية علي أعلي مستوي أن تعمل خلال الأيام القليلة المقبلة علي حسم هذه التباينات والتوجه الي المؤتمر بموقف ورؤية موحدة. وخلصت الصحف الى القول أن من شأن هذه الاستراتيجية الموحدة ان تجعل المفاوض الفلسطيني يواجه الضغوط التي من المتوقع أن يتعرض لها خلال المؤتمر وفي المفاوضات التي ستتلوه .. مشدده على انه إذا كانت الرغبة هي تحصين الموقف الفلسطيني والعربي بشكل عام فإن البداية ينبغي أن تكون بتوافق العواصم العربية علي ماذا تريد أولا . // انتهى // 1104 ت م