أولت الصحف المصرية الصادرة اليوم أهتمامها بإعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية عن موعد إنعقاد مؤتمر السلام الدولي يوم 27 نوفمبر الحالي بمدينة انابوليس الأمريكية وتوجيهها الدعوات للدول المعنية للمشاركة في المؤتمر. وقالت إنه وبعد أيام طويلة من التكهنات والتصريحات والتسريبات بشأن مؤتمر السلام الذي سترعاه الولاياتالمتحدة تم حسم معظم التساؤلات المحيطة به وأعلنت واشنطن موعده بالتحديد .. مشيرة إلى الجهود الصادقة والمكثفة والمتواصلة التى يبذلها قادة الدول العربية من أجل توحيد الصف العربي والإتفاق على موقف عربي موحد وثابت قبل التوجه إلى هذا المؤتمر الذي ينطوي علي تحديات خطيرة. ورأت الصحف أن المؤتمر إما أن يكون نقطة انطلاق بالغة الأهمية لإستئناف عملية التفاوض من أجل تنفيذ الحل الخاص بدولتين ولشعبين وإما أن يكون مجرد إتفاق على أفكار عامة غير محددة. ونوهت في هذا الإطار بلقاء الرئيس المصري محمد حسني مبارك اليوم مع كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتباره يأتي في إطار المساعي العربية المبذولة لتنسيق المواقف العربية قبل اجتماع أنابوليس المزمع عقده في الولاياتالمتحدة خلال الأيام المقبلة. ولفتت الصحف إلى تأكيدات الرئيس مبارك على ضرورة أن يتم وضع جدول زمني محدد لتنفيذ ما يتم الإتفاق عليه في هذا المؤتمر بغية التوصل لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة بحيث تكون مرجعيتها الأساسية القوانين الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية مع التأكيد علي الثوابت الفلسطينية من القدس واللاجئين وحدود 1967 وكل ما يضمن إقامة دولة فلسطينية لها كل مقومات البقاء والنهوض لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده. وتساءلت قائلة .. هل يمكن تصور أي حل للقضية الفلسطينية دون تحقيق الحد الأدنى من التوافق بين الأشقاء الفلسطينيين وخاصة الجناحين الرئيسيين في حركتي فتح وحماس .. وهل يمكن الحديث عن دولة فلسطينية في ظل استمرار هذا الإنفصال المفزع بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ورأت الصحف أن الواقع يؤكد عدم إمكانية أي تصور للحل قبل توحيد الصف الفلسطيني أولا وإنهاء الخلاف بين الضفة وغزة على الجانب الفلسطيني وأن تصدق النوايا الإسرائيلية أولا في السعي نحو السلام بمايعني وقف الإستيطان بشكل كامل ووقف سياسات المماطلة والتسويف والمراوغة التي دأبت عليها كل الحكومات الإسرائيلية على مدى عشرات السنين. وفي السياق ذاته أعربت الصحف عن أعتقادها بأن إعلان الإدارة الأمريكية عن موعد أنعقاد المؤتمر دون انتظار لنتائج الجهود المبذولة حاليا في أكثر من إتجاه لإستخلاص وثيقة فلسطينية إسرائيلية مشتركة تكون أساسا لعمل المؤتمر يشير إلى أن الإدارة الأمريكية واثقة من قدرتها على الحصول على هذه الوثيقة قبل موعد إنعقاد المؤتمر لأنها لن تغامر بإستضافة مؤتمر دولي للسلام يحضره العرب والفلسطينيون مع الإسرائيليين على مائدة واحدة دون أي اتفاق على ما سوف يتبادلونه من تنازلات بحكم أنها مفاوضات بين جانبين ينبغي ألا يخرج فيها أحدهما فائزا بكل الغنيمة ويتجرع الآخر مرارة الخسارة الكاملة. // انتهى // 1131 ت م