اكدت الصحف المصرية ان اللقاء السلبي بين الرئيس الفلسطيني أبومازن وايهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل وكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في القدسالمحتلة أمس الأول كشف عن تمسك الشريكين واشنطن وتل أبيب بإذعان الفلسطينيين للشروط الأمريكية والإسرائيلية المكسوة بالثوب الدولي ثمنا لفك الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني. وقالت ان هذا التحدي السافر لاتفاق مكة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يفرض تحركا فلسطينيا وعربيا على المسرح الدولي لكشف هذا التواطؤ الأمريكي الإسرائيلي ضد نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه وارادته الحرة ويستهدف خاصة في ميدان الاتحاد الأوروبي فك الحصار الظالم على الفلسطينيين باعتبار أنهم في اتفاق مكة قدموا كل ما يطيقونه من تنازلات يجب أن تكون محل تقدير ومصداقية لدى الدول الأوروبية إذا كانت قادرة على الخروج من العباءة الأمريكية ولو لمرة واحدة من أجل قضية عادلة. ورأت الصحف المصرية ان دعم المعتدلين في الشرق الاوسط يعد احد الاسس التي تقول الادارة الامريكية انها تبني عليها سياساتها في المنطقة كما ان دعم التيار المعتدل جدير بالثناء والتقدير في اي منطقة وليس في الشرق الاوسط فقط ولابد ان يكون الدعم لهذا التيار دائما وشاملا ومتواصلا لسد الذرائع والفجوات التي يمكن ان يستغلها المتطرفون لكسب ارضية جديدة. واوضحت ان اسلوب الادارة الامريكية في دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتباره يمثل التيار المعتدل على الساحة الفلسطينية هو اسلوب يثير علامات استفهام تحتاج الى ردود ومواقف واضحة من واشنطن فالادارة الامريكية ليس لديها مانع من دعم عباس وحركة فتح التي يتزعمها بالسلاح في مواجهة حركة حماس لكن حين يأتي الامر لعملية السلام مع اسرائيل ينكمش الدعم الامريكي الى عباس ويقتصر على مجرد جمعه في لقاءات قمة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي دون ممارسة ضغوط حقيقية لتعزيز موقف عباس. وخلصت الصحف المصرية الى ان الدعم الحقيقي لعباس في الشارع الفلسطيني يمكن ان يأتي من المنجزات التي يستطيع تحقيقها في ملف السلام وليس في ملف الصراع على السلطة مع حماس مشيرة الى انه اذا كانت الادارة الامريكية جادة بالفعل في دعم عباس فلابد ان تستخدم نفوذها لدى اسرائيل من اجل اقناعها بتبني حل سلمي من خلال المفاوضات يضع نهاية لمأساة الشرق الاوسط والاقتصار على دعم الرئيس الفلسطيني في مواجهة حماس يعني ان معيار الدعم الامريكي للمعتدلين يكيل بمكيالين ويرمي الى تحقيق اهداف مثيرة للتساؤل والريبة. // انتهى // 1034 ت م