تعيش اسبانيا خلال هذه الأيام جدلا سياسيا وإعلاميا قويا حول تفجيرات 11 مارس التي كانت قد أودت بحياة 191 شخصا في العاصمة مدريد ذلك أن جزء من الاعلام والطبقة السياسية المحسوبة على اليمين تروج لأطروحة مفادها أن التفجيرات كانت بمثابة انقلاب لوصول الحزب الاشتراكي الى الحكم. وتتزعم صحيفة الموندو هذه الأطروحة بنشرها تحقيقات تفيد بتوظيف منظمة إيتا لحركات مقربة من القاعدة لتنفيذ الاعتداءات ضد أربع قطارات صباح 11 مارس 2004 وعلى بعد ثلاثة أيام من الانتخابات التشريعية وتؤكد هذه الصحيفة ذات التأثير الواسع في الرأي العام أن الهدف من التفجيرات كان التأثير على نتائج الاقتراع وخسارة الحزب الشعبي بزعامة خوسي ماريا أثنار الانتخابات التشريعية. ويبدو أن الحزب الشعبي المعارض الآن بعدما فقد الانتخابات يتبنى هذه الأطروحة ويطالب الحكومة بتحقيق معمق حول ما تنشره صحيفة الموندو من خلال تصريح بعض المعتقلين في هذه التفجيرات الذين أجروا حوارات يساندون هذه الأطروحة. ويلمح هذا الحزب أن تلك التفجيرات كان لها طابع انقلاب دولة يهدف الى طرد خوسي ماريا أثنار من الحكم. صحيفة / الباييس / وهي الأكثر تأثيرا ومبيعا في اسبانيا شنت حملة ضد الموندو متهمة إياها بالتغليط والتلاعب في حق القضاء والرأي العام والاستهتار بالمؤسسات وعدم احترام أخلاقيات المهنة غير أن الهجوم العنيف جاء من طرف رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو الذي اتهم الحزب الشعبي اليميني أول أمس الأحد بالتحول الى اليمين المتطرف والانقلابي الذي لا يؤمن بالمؤسسات ويرغب في التشكيك في فوز الحزب الاشتراكي بالانتخابات التشريعية منذ سنتين. في غضون ذلك تتصاعد هذه الحملة ولم تعد حبيسة المواجهة الاعلامية والسياسية بقدر ما انتقلت الى المجتمع الذي بدأ ينحاز الى هذا الطرف أو ذاك وهو ما يعتبره علماء الاجتماع والمراقبين بالخطير جدا لأنه في آخر المطاف يمس الديمقراطية في البلاد. // انتهى // 1302 ت م