أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بان تصريحات بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر أثارت من الغضب والحزن بين المسلمين ما أدي إلي نشوب ما يشبه الأزمة مؤكدة انه لن يكون من السهل تجاوز آثار الأزمة كأنها لم تكن علي الرغم من التأكيدات التي خرجت من الفاتيكان بأن البابا لم يكن يقصد الاساءة للإسلام ولا للمسلمين. ولفتت الى ان هناك عدة حقائق أساسية متعلقة بهذا الموضوع اهمها أن الإسلام لم يكن أبدا دينا للعنف أو التطرف أو الإرهاب وأن ثمة جهات معينة تنتظر مثل هذه اللحظات المتوترة لتلعب في الخفاء وتصطاد في الماء العكر وغالبا ما يخرج المسلمون خاسرين لافتة الى أن تصريحات بابا الفاتيكان لم تكن الأولي ولن تكون الأخيرة فيما يتعلق بالدين الإسلامي لأن الجدل بين الأديان المختلفة كان وسيبقي أمرا قائما فالناس لا تقبل بسهولة من يختلف معهم في العقيدة وبالتالي فإن علي المسلمين أن ينظروا إلي هذه التصريحات في هذا السياق ويسعون إلي إقناع البابا وغيره بطبيعة دينهم بعيدا عن التشنج والتعصب الأعمي الذي يضر أكثر مما يفيد. وشددت الصحف المصرية على أن الإسلام لن يضار كدين وعقيدة وثقافة أثبتت نجاحها عبر القرون بدليل انتماء مئات الملايين من البشر إليها بهذه التصريحات المتسرعة ومن ثم فلا خوف علي الدين ولا العقيدة انما الخوف كل الخوف من أن يستثمر اعداءه تلك اللحظة المتوترة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة وهو ما يجب علينا عدم الوقوع فيه. وحول حركة عدم الانحياز تطرقت الصحف الى نشأت الحركة في القرن العشرين والتي كانت تستهدف بالأساس إيجاد حالة من التوازن بين المعسكر الاشتراكي الذي يقوده الاتحاد السوفيتي سابقا وبين المعسكرالرأسمالي الذي تقوده الولاياتالمتحدة واستقطبت الحركة الدول المحايدة والتي لم تنضم لأي من المعسكرين. واخبرت إن الحركة تقف الآن في مفترق طرق مع التحديات العديدة التي تواجهها وفي ظل نظام دولي أحادي القطبية تسيطر عليه الولاياتالمتحدة متساءلة بالقول هل هناك جدوي لاستمرار حركة عدم الانحياز برغم اختفاء مبرر قيامها أم أن الحركة تحتاج إلي التطوير والإصلاح ورسم سياسات جديدة وإعادة تحديد أهدافها لتتناسب والتغيرات الحالية في النظام الدولي. واوضحت إن الحركة تضم في عضويتها أكثر من مائة دولة من العالم النامي تمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة إضافة إلي التنوع الحضاري والثقافي والجغرافي وهوما يمكن أن يشكل نواة لتكتل اقتصادي وسياسي عالمي لديه هياكل مؤسسية محددة يمكن أن تنضم إليه مجموعة ال77 ويستطيع أن يلعب دورا مهما في تفاعلات النظام الدولي أولا لإصلاح الخلل فيه خاصة إصلاح الأممالمتحدة لكبح جماح تيار القوة الذي تقوده بعض الدول الكبري وأدي إلي نشوب الصراعات والحروب ولإصلاح النظام الاقتصادي الدولي وتقريب الفجوة الاقتصادية بين دول الجنوب والشمال ومعالجة قضايا الفقر والجوع ولدعم التعايش والحوار بين الثقافات والحضارات وهذا هو المنتظر من قمة عدم الانحياز في كوبا. // انتهى // 0926 ت م