قام ظهر اليوم، بابا الفاتيكان بيندكتوس السادس عشر، بزيارة تاريخية إلى المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدسالمحتلة. واطلعت شخصيات دينية واعتبارية مقدسية بابا الفاتيكان الذي يعتبر أول بابا للفاتيكان يزور المسجد الأقصى، على الأوضاع وانتهاكات سلطات الاحتلال في مدينة القدس، ومعاناة الشعب الفلسطيني وما يعانيه من جور وظلم واحتلال، وآلام يتكبدها كل يوم نتيجة ممارسات الاحتلال التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة وطرد سكانها وتغيير معالمها ونفي الهوية الإسلامية المسيحية للمدينة، وانتهاك الاحتلال للمقدسات الإسلامية والمسيحية على حدٍ سواء. وأكد الوفد الفلسطيني أمام بابا الفاتيكان على التآخي الإسلامي المسيحي باعتباره نموذجاً يجب أن يُحتذى في كل أنحاء العالم. وطالب الوفد المقدسي بابا الفاتيكان بإعادة التأكيد على المواقف التاريخية للكنيسة الكاثوليكية من القضية الفلسطينية والتي رسخها بابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني والتي أكدت على حق الشعب الفلسطيني في حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة. وأكدت الشخصيات المقدسية على عروبة القدس وبأنها مدينة محتلة كعاصمة للدولة الفلسطينية. وشدد الوفد على قضية المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وما يعانوه من ظلم وبطش داخل سجون الاحتلال وأكدوا أن المعتقلين هم أسرى الحرية. وقدمت الشخصيات الفلسطينية لبابا الفاتيكان لوحة كبيرة من السيراميك رسمت عليها صورة القدس وحملت شعار 'القدس عاصمة الثقافة العربية'. من جهته، ألقى بابا الفاتيكان كلمة قصيرة ومقتضبة أكد فيها على ضرورة تحقيق العدل والمساواة ورفع المعاناة عن الشعوب، وأكد على العلاقة الوثيقة الإسلامية المسيحية، وقال: "إننا جميعا أبناء إبراهيم وتجمع بيننا قواسم مشتركة". وشدد على ضرورة ترسيخ حوار الأديان باعتباره يشكل مدخلاً للعدل والسلام في العالم، لافتاً إلى ضرورة إزالة الظلم والإجحاف وإنصاف الشعوب المقهورة. وقدّم رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب لبابا الفاتيكان هدية عبارة عن صورة تحمل مخطوط من أجزاء القرآن الكريم. وفي نهاية اللقاء، سلم الوفد الفلسطيني بابا الفاتيكان رسالة حول الوضع الفلسطيني العام وحول مدينة القدس بشكل خاص وما تواجهه من هجمة شرسة تستهدف الأرض والإنسان والمقدسات الإسلامية والمسيحية. وكانت قوة كبيرة من جيش وشرطة ومخابرات الاحتلال رافقت بابا الفاتيكان، والتي أغلقت المسجد الأقصى المبارك خلال فترة زيارته التي استمرت نحو ساعة توجه بعدها إلى حائط البراق. إلى ذلك، واصلت سلطات الاحتلال إجراءاتها المشددة في القدس القديمة والتي كان من شأنها شل الحركة العامة فيها