يستقبل المسلمون في بقاع الأرض شهر رمضان المبارك استقبالاً مميزاً لكونه شهر الخير وشهر الإيمان فيتوجه الناس إلى الإكثار من تلاوة القرآن ويعمرون بيوت الرحمن بالصلوات والدعاء والقران. ولكل دولة إسلامية وشعب عادات وتقاليد خلال الشهر المبارك تهدف لرفع التواصل بين أفراد المجتمع والتسامح فيما بينهم وتتميز كل دولة أو مدينة بعادات وتقاليد خاصة بها. في السعودية وبالتحديد في منطقة الجوف أعتاد الأهالي بعادات جميلة تزيد من أواصر العلاقة والتلاحم ، ومن أبرز عادات أهالي الجوف والذي يعد موروث رمضان عادة الإفطار الجماعي بالحي , وقد كان قبل سنوات عادة يومية حيث أعتاد الأهالي الإفطار بالساحات بجوار الجوامع , بينما اليوم يقوم بعض الأحياء باختيار يوم واحد بالشهر للإفطار الجماعي بالحي والتقاء البعض والجيران, حيث يحمل الصائمون قبيل أذان المغرب وجبات الإفطار المختلفة من السفرة الجوفية والأكلات الشعبية الخاصة بشهر رمضان إلى الساحات أو في مسجد الحي ويتبادلون خلالها العديد من الذكريات القديمة والذكريات ما بين الكبار والصغار ويتسابق الرجال والشباب والأطفال لتقديم أطباقهم وخدماتهم للتجهيز للإفطار في صورة جميلة تعكس روح التعاون والتكافل والأخوة فيما بينهم. وتحدث حمدان العتيبي أحد كبار السن في المنطقة عن ذكرياته في شهر رمضان المبارك واستقبالهم لهذا الشهر الفضيل وان له عادات وتقاليد وروحانية خاصة رغم ضيق ذات اليد في ذلك الوقت, إلا أنهم يتبادلون المأكولات الشعبية بين الجيران ويجتمع الرجال في باحة المسجد أو في احد الساحات ويتناولون إفطارهم وكانت علاقتهم في الحارة كما يسميها سابقاً علاقه أخوية وكأنهم يعيشون في بيت واحد وبعد الإفطار يتبادلون حديث الذكريات والمواقف التي مرت بهم بينما ينشغل الأطفال في الألعاب الشعبية وحتى صلاة العشاء والتراويح. بعد ذلك يجتمعون لتبادل الأحاديث حول حارتهم وأحوال ساكنيها وعلق العتيبي عن عودة تلك العادات للظهور من جديد بأنها بادرة خير لاجتماع الناس والأسر بعدما غزت مجتمعاتنا تقاليد جديدة وانشغال الناس في أمور حياتهم مختتما بحمد الله على هذه النعم العظيمة التي نعيشها.