يتمسك عدد من أهالي منطقة المدينةالمنورة، بالكثير من المناسبات والعادات والتقاليد، أبرزها عادة سفرة مسجد الحارة، التي تعد من العادات الرمضانية التي تنتقل من جيل إلى آخر على مدى الزمان. والسفرة التي توضع في مسجد الحارة تكون عامرة بكل ما لذ وطاب من أنواع التمور والرطب والفواكه والماء والعصائر والشوربة على اختلاف أنواعها وأشكالها، ويتسابق كبار السن يوميا على إعداد سفرة المسجد وتحضيرها قبيل موعد أذان المغرب بنصف ساعة تقريبا حيث يعدونها ويتم ترتيب الإفطار عليها بشكل متوازن ومتساوٍ. كما يحرص المعدون لهذه السفرة على دعوة كافة الجنسيات المختلفة التي تعمل في محلات الحي والذين يقومون بالبيع فيها حتى أذان المغرب ويسارع هؤلاء للإفطار من هذه السفرة طيلة الشهر الفضيل، ولا تقتصر هذه السفرة بمثل هؤلاء، بل إن بعضا من مجاوري المسجد من الفقراء والمسافرين يحضرون تلك السفرة الرمضانية. ومن مزايا سفرة المسجد أن لها دورا مهما في تعريف أهالي الحي من المواطنين والمقيمين من أبناء الجاليات ببعضهم البعض كما أن بعض البيوت القريبة من المسجد تمد السفرة من حين لآخر ببعض الماكولات والمشروبات التي تحضر في رمضان خاصة. وأوضح محمد القحطاني من سكان حي العنبرية أنه يساعد والده في إعداد السفرة المكونة من الزبادي وخبز الشريك والتمر والدقة، لافتا إلى أنه يتوجه إلى الساحات المتواجدة بالمسجد للترحيب بالزوار ودعوتهم إلى سفرة والده، مؤكدا أنه يجد السعادة في هذه المهمة، كون تفطير الصائم أجره عظيم عند الله. في حين أفاد صالح المالكي أنه يسابق كبار السن يوميا على إعداد سفرة المسجد وتحضيرها قبيل موعد أذان المغرب، حتى لو كلفه ذلك البعد عن أسرته، طمعا في الأجر والمثوبة. إلى ذلك، ألمح فهد الزهراني من حي النصر أن الأهالي ينظمون كل عام إفطارا جماعيا للجاليات المسلمة المقيمة بالحي، بهدف تجديد التواصل وغرس المودة والإخاء وتوثيق الصلات بينهم في جو أسري تسوده الأخوة والتآلف في هذا الشهر الكريم.