صالح الدغاري استقبل المقيمون بمنطقة نجران من الجاليات الإسلامية والعربية , شهر رمضان المبارك, بكل فرح وابتهاج، بعيداً عن مشاعر الغربة وهموم الاغتراب, لما للشهر الفضيل من روحانية تغمر كل المسلمين في أصقاع المعمورة, ولما يجدونه حسب تعبيرهم من أجواء خاصة وحميمة في المملكة, بوصفها قبلة المسلمين وفيها الحرمين الشريفين وميلاد وسيرة الرسالة والرسول محمد صلى الله عليه وسلم, وبوصفها ثانياً بيت العروبة والكرم . والتقى مندوب وكالة الأنباء السعودية بنجران عدداً من المقيمين بالمنطقة، حيث أوضح سامح الحضري من جمهورية مصر العربية، الذي يقيم في نجران منذ 4 سنوات، أن لشهر رمضان المبارك في المملكة روحانية خاصة, تشعر بها في كل مفاصل اليوم, وفي كل تعاملات الناس, وذلك من حبهم وتوجههم جميعاً على فعل الخير لأي عابر مهما كان بكل محبة وعناية وطيبة خاطر, مشيراً إلى أن أبرز ما واجهه في شهر رمضان الكريم بمنطقة نجران هو إصرار الأصدقاء دوماً على تناول وجبة الإفطار أو السحور في منازلهم, بحيث يبدو أن الجميع يعد ولائم ضيافة للصيام بشكل يومي. وأكد أنه تعرف على أشهر المأكولات النجرانية في رمضان من خلال أصدقائه, وخصوصاً أكلة "الرقش" التي تُصنع من خبز البُر والمرق واللحم وبعض الخضار, وتُوضع في إناء "المدهن" الحجري, مشيراً إلى أنه استطاع أن ينقل لأصدقائه أيضاً بعض الأطباق المصرية في شهر رمضان, ومنها "المحشي" بأنواعه المتعددة. من جهته عبّر المقيم خالد بن صالح القباطي من الجمهورية اليمنية عن فرحته بقدوم شهر رمضان المبارك، الذي تعد أيامه من أسعد أيام العام، ولياليه من خيارها, فهو شهر الرحمة والمغفرة والخير, مبيناً أنه بحكم إقامته في مدينة نجران، وبواقع روابط الجوار والإخاء بين المملكة واليمن، لم يجد تبايناً في العادات والتقاليد الرمضانية، لذلك ذابت كل معاني الغربة. وقال : من خلال معرفتي بأهل نجران, ومعاشرتي لهم بحكم عملي عدة سنوات بالمنطقة, لاحظت تمسكهم بالعادات والتقاليد الرمضانية الأصيلة التي تظهر في زيارات الأقارب، والتواصل فيما بينهم بشكل يومي, وتناول طعام الإفطار بشكل جماعي سواء عند أكبرهم، أو بالتتالي في بيوت الحي, أو بيوت العائلة والقبيلة, وهذا مما يميز المنطقة وأهلها في هذا الشهر الفضيل . بدوره أعرب المقيم اليمني فتحي أحمد ، عن سعادته بقضاء شهر رمضان المبارك, في مملكة الخير, التي تعد البلد الثاني لليمنيين, مؤكداً أنه وعائلته يعيشون أجواءً رمضانية خاصة وبديعة في منطقة نجران, كما لو أنهم في بلادهم وبين أهلهم , وقال : الجميع من أهل نجران سواء من يعرفهم من خلال العمل, أو الجيران, وأهل الحي, وحتى الذين لا يعرفهم, اجتماعيون وودودون, ويقدمون الخير في كل فرصة, ونتبادل معهم الزيارات, ونستمتع بالسهر ونتشارك السفرة الرمضانية الغنية بالكثير من الأصناف الشعبية النجرانية, التي لا تختلف بعضها كثيراً عن تلك الأصناف التي تُعد في اليمن. أما المقيم المصري عثمان خليفة ، فتناول برنامج حياته الرمضاني التي يقضيه مع عائلته في منطقة نجران, حيث تعوّد على شراء الفانوس الرمضاني في غرة الشهر الفضيل كما هي التقاليد في مسقط رأسه بجمهورية مصر, وقال : إنه تفاجأ بتوفر الفوانيس في أسواق نجران الشعبية, مما جعله يضعه بكل سرور في مدخل شقته, مشيراً إلى أنه يستغل هذا الشهر المبارك في زيارات العوائل المصرية المقيمة في نجران, أول حتى من العائلات الصديقة من أهالي المنطقة, حيث تتوفر العديد من الحدائق والأسواق في المنطقة التي تسمح بإقامة هذه الزيارات في أجواء جميلة, أو من خلال التجمع في أحد البيوت وتناول وجبة الإفطار أو السحور. وقال المقيم محمد منير – من بنجلاديش – : حين يبدأ شهر رمضان في بنجلاديش ينتشر الكثير من الباعة المتجولين، الذين يعرضون الأطعمة التقليدية وأهمها "الأرز بالكاري"، كما تقام ولائم عامة للإفطار الجماعي، وهنا في نجران لا يختلف الوضع كثيراً, فهناك الكثير من الخيام المخصصة لإفطار الصائم التي تنتشر في أرجاء المنطقة, وكذلك الولائم التي تعد لإفطار الصائمين في الجوامع والمساجد, التي تكون فرصة سانحة للقاء الكثير من الأصدقاء, الذين نبتعد عنهم بحكم ظروف العمل. ونوّه المقيمون جميعاً في كل أحاديثهم, وبمختلف جنسياتهم, بخيرية المملكة العربية السعودية, وخيرية شعبها الكريم, حيث يلحظ المقيم أو الزائر لمنطقة نجران, أو مناطق المملكة جميعها, المشروعات الخيرية الكثيرة التي تنتشر في شهر رمضان المبارك, في كل الزوايا والشوارع وخيام إفطار الصائم, وولائم المساجد التي يتسابق الجميع من مؤسسات دولة ومؤسسات خاصة ومواطنين الى إقامتها للصيام, وكسب هذا الأجر العظيم, فمهما تأخر الصائم في طريقه, أو توجه لأي مكان, فإنه حتماً سيلقى وجبة إفطاره, التي لن تكون وجبة عادية أو بسيطة, بل عليها كل ما لذ وطاب من أصناف الطعام والشراب, داعين الله أن يحفظ المملكة وأهلها, وأن يديم عليهم نعمة الأمن والسلام والخير والازدهار.