طالب رؤساء المجالس والبرلمانات العربية بقطع جميع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها، ووجوب وقوف جامعة الدول العربية بحزم أمام بعض الدول التي خالفت قرارات الشرعية الدولية بعدم تصويتها لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بالقدس يوم 21 ديسمبر الماضي. وأكد رؤساء البرلمانات العربية في ختام مؤتمرهم السنوي الثالث الذي عُقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم، على الطلب من القمة العربية التي ستعقد بالرياض في مارس المقبل، تنفيذ قرار مؤتمر قمة عمّان عام 1980م بشأن قطع جميع لعلاقات مع الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي أعيد تأكيده في عدد آخر من القمم العربية (بغداد عام 1990م والقاهرة عام 2000م). وشدد رؤساء البرلمانات العربية في بيانهم الختامي الذي صدر عن المؤتمر، على ضرورة دعم ومساندة القيادة والمؤسسات الفلسطينية وما اتخذته سياسات وقرارات لمواجهة قرار الإدارة الأمريكية بشأن القدس، للحفاظ على عروبتها بوصفها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وتقديم الدعم اللازم لها في توجهاتها على المستويات كافة من خلال شبكة أمان مالية وسياسية عربية. وأكد رؤساء البرلمانات العربية الرفض القاطع لقرار الرئيس الأمريكي دونلد ترامب بشأن القدس جملةً وتفصيلاً، وما يترتب عليه من سياسات وإجراءات تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية، واعتباره لاغياً ومخالفاً للقانون الدولي، يستوجب العمل على إسقاطه، وعد الإدارة الأمريكية بعد هذا القرار الجائر فاقدة لأهليتها راعٍ ووسيط لعملية السلام، بعد أن واجه هذا القرار رفضاً وإجماعاً دولياً، يفرض عليها مراجعة قرارها، والعودة إلى المرجعيات الدولية ذات الصلة. وأكد البيان رفض ومواجهة سياسة الإدارة الأمريكية الهادفة لطرح مشروعات أو أفكار تتعلق بالقضية الفلسطينية خارجة على قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وسعيها لفرض حلٍ منقوصٍ لا يلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والتي ظهر جوهرها من خلال إعلانها عن القدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل). وطالب البيان بدعم صمود الشعب الفلسطيني، خاصة في مدينة القدس، والطلب من الحكومات العربية والإسلامية تنفيذ قراراتها لدعم الصناديق الخاصة بالقدس من خلال دعم رسمي وشعبي للحفاظ على مؤسسات القدس التعليمية والصحية والاجتماعية والدينية والتجارية، والطلب من الجامعة العربية تفعيل مكتب المقاطعة العربية للقوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل)، لمواجهة ما تفرضه الولاياتالمتحدة وإسرائيل من حصار مالي وعقوبات على الشعب الفلسطيني ومؤسساته. وأكد البيان أن مدينة القدس العاصمة الأبديةً لدولة فلسطين، وتشكل مسؤولية عربية وإسلامية ودولية جماعية وفردية رسمية وشعبية، تتطلب اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير العاجلة لإنقاذ المدينة المقدسة، وإرثها التاريخي والأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، وحمايتها مما تتعرض له من أخطار وسياسات تهدف لتهويدها وتشويه وطمس هويتها العربية والإسلامية. ودعا البيان كافة برلمانات ودول العالم للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، والعمل مع تلك البرلمانات للضغط على حكوماتها لمقاطعة المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية في المجالات كافة، والعمل على نشر قاعدة البيانات من قبل الأممالمتحدة الخاصة بالشركات التي تعمل في المستوطنات الإسرائيلية، ودعم حركة المنظمات والفعاليات والأنشطة التي تهدف لمقاطعة إسرائيل. وقرر رؤساء البرلمانات العربية في بيانهم الختامي إعداد خطة تحرك برلمانية عربية بالتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لكشف خطورة القوانين العنصرية التي يقرها الكنيست الإسرائيلي وكل القوانين الخاصة بمدينة القدس التي أدت إلى إنهاء عملية السلام وآخرها قانون يحظر على حكومة الاحتلال التفاوض على مدينة القدس. وطالبوا الأممالمتحدة بقيادة عملية السلام، وإعلاء مبدأ سيادة القانون الدولي، وحماية حق دولة فلسطين المطلق في السيادة على كامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967م، والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس، استناداً إلى قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، وقواعد القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية لعام 2002م. // يتبع // 20:23ت م www.spa.gov.sa/1719006