اجتاحت الأراضي الفلسطينية وعواصم عربية وأجنبية أمس، موجة من الغضب، إثر القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أول من أمس، بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وندد العرب والمسلمون في أنحاء الشرق الأوسط بالقرار باعتباره إجراء مثيرا للاضطرابات في منطقة ملتهبة، وقال الفلسطينيون إن واشنطن تتخلى بذلك عن دورها القيادي كوسيط للسلام. وفيما انتفض الفلسطينيون نصرة لمدينة القدسالشرقية بعد القرار الأميركي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه لا بديل عن حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإن القدس قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة. وأضاف جوتيريش في تصريحات صحفية إنه في هذه اللحظة المشوبة بالقلق الشديد أود أن أوضح: لا بديل عن حل الدولتين.. لا توجد خطة بديلة.. سأبذل كل ما في وسعي لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى مفاوضات مجدية. وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع على الأرجح اليوم بناء على طلب ثمانية من أعضائه الخمسة عشر لبحث قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرين إلى أن الطلب المقدم إلى جوتيريش لتقديم إفادة علنية أمام مجلس الأمن جاء من فرنسا وبوليفيا ومصر وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروجواي. الاتحاد الأوروبي أعرب الاتحاد الأوروبي المتحدة عن الانزعاج من قرار ترمب نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس ومن تداعياته على أي فرص لإحياء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وعارض حلفاء كبار لواشنطن قرار ترمب الذي ألغى به سياسة أميركية ودولية تجاه القدس قائمة منذ عقود. ورفضت فرنسا القرار الأحادي ودعت إلى الحفاظ على الهدوء في المنطقة وقالت بريطانيا إن الخطوة لن تساعد جهود السلام وإنه ينبغي اشتراك إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية في القدس في نهاية المطاف وقالت ألمانيا إنه يمكن تسوية وضع القدس على أساس حل الدولتين. روسيا أعلنت موسكو، أمس، أن روسيا تعتبر القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين. كما عبرت روسيا عن «قلقها الشديد» إثر قرار الرئيس الأميركي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعت الأطراف المعنية بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني إلى «ضبط النفس» والحوار. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «موسكو قلقة جداً من القرار الذي أعلن في واشنطن»، معبرة عن مخاوفها من التداعيات الخطيرة على المنطقة بأسرها. رفض عربي وإسلامي أعلنت كل من مصر والأردن والسودان وتونس والكويت والبحرين استنكارها لإعلان ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرة إلى أنه يكرس احتلال إسرائيل للشطر العربي من المدينة المتنازع عليها، كما نددت وزارة الخارجية التركية في بيان القرار الأميركي واصفة إياه بأنه غير مسؤول، وأن سيترتب عليه أوضاع خطيرة بالمنطقة. الصين أعربت وزارة الخارجية الصينية، أمس، عن قلقها إزاء قرار واشنطن إعلان القدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها للمدينة المقدسة. ودعا المتحدث باسم الخارجية الصينية غينج شوانج الإدارة الأميركية إلى التصرف بحذر للحفاظ على السلام في المنطقة، مشدداً على ضرورة ابتعاد كافة الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية عن الخطوات التي من شأنها فتح الطريق لانقسامات جديدة، مؤكدا أنّ الصين تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. أبرز المواقف
الأممالمتحدة: لا بديل عن حل الدولتين الاتحاد الأوروبي: انزعاج ومعارضة من قرار ترمب فرنسا: قرار أحادي وندعو للحفاظ على الهدوء روسيا: نعتبر القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين الصين: ندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة الدول العربية والإسلامية: تهديد للأمن والسلم الدوليين 7 قرارات أممية تبدد يهودية القدس أكدت كل قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بمدينة القدس، أنها مدينة دولية ذات مركز قانوني خاص، وذلك قبل نشأة إسرائيل عام 1948 وحتى عام 2016: 01 القرار رقم 181 لسنة 1947: نص على أن تدويل القدس هو الطريقة المثلى لحماية المقدسات الدينية، كما نص على تقسيم فلسطين إلى دولة عبرية وأخرى عربية، وتبقى القدس تحت إدارة دولية. 02 القرار رقم 252 لسنة 1968: أكد أن الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري غير مقبول، داعيا إسرائيل إلى إلغاء جميع التدابير التي اتخذت بعد حرب 1967 لتغيير وضع القدس. 03 القرار رقم 267 لسنة 1969: أعاد التأكيد على القرار 252 لسنة 1968، إذ دعا إسرائيل إلى إلغاء تدابير ضم القدسالشرقية. 04 القرار 446 لسنة 1979: دعا إلى إلغاء تدابير سابقة، والامتناع عن أي إجراء من شأنه تغيير الوضع القانوني والتكوين الديموغرافي للأراضي المحتلة منذ عام 1967، خاصة مدينة القدس. 05 القرار رقم 465 لسنة 1980: دان قانون القدس عام 1980 الذي أعلنت فيه إسرائيل أن القدس هي عاصمة إسرائيل «الكاملة والموحدة»، معتبرا أن هذا القانون الإسرائيلي يعد انتهاكا للقانون الدولي. 06 القرار 1322 لسنة 2000: طالب إسرائيل باحترام الأماكن المقدسة، كما دان التصرفات الاستفزازية من الجانب الإسرائيلي في الحرم القدسي الشريف، وكان ذلك عقب اندلاع انتفاضة الأقصى التي وقعت بسبب دخول شارون وقواته حرم المسجد الأقصى.
07 القرار رقم 2334 لسنة 2016: نص على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وطالب إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية.