أبدى عدد من طلاب جامعة أم القرى قلقهم الكبير تجاه الشعار الذي ترفعه جامعتهم (أم القرى بلا تدخين) وذلك بسبب إصرار عدد كبير من الطلبة على عدم تحقيق ذلك من خلال التدخين علنا في أروقة الجامعة وممراتها، وهو ما يتعارض مع الشعار، مطالبين بضرورة تفعيل العقوبات لردعهم ودفعهم لتحقيق أهداف الجامعة. ويقول عبدالله العصيمي أحد طلاب كلية اللغة العربية: “إن عددا كبيرا من طلبة الجامعة يدخنون أمام مباني الكليات وفي البهو الرئيسي للجامعة، في مظهر غير لائق بطلاب العلم” مشيرا إلى أنهم “يدخلون قاعات المحاضرات وروائح الدخان تسيطر على المكان، غير آبهين بالأنظمة التي تنص على منع التدخين في الحرم الجامعي”. فيما بين رائد حميد أحد طلبة الإعداد التربوي أن الطلبة المدخنين يؤذون أنفسهم والآخرين بهذا التصرف، “وهو ما نتضجر منه جميعا كطلبة، حيث تجدهم مجموعات متفرقة يدخنون معا، سواء قبل بدء المحاضرات أو بعدها”، مؤكدا أن هذا الأمر أصبح ظاهرة في الجامعة، وموضحا أن “المدخنين يمارسون ذلك بعيدا عن أعين أعضاء هيئة التدريس بالجامعة لكي لا يكشف أمرهم”. فيما يطالب أنور مبارك ومشعل المديني (طالبان بأم القرى) الجامعة بتشديد العقوبات على المدخنين، وذلك “بالحرمان من تسجيل المقررات الدراسية، أو الفصل لمدة فصل دراسي واحد، أو إعطائهم إنذارات لكي يرتدعوا عن ذلك”، كما طالبوا الجامعة بعمل حملات ومعارض وتفعيل شعار (جامعة بلا تدخين). من جانب آخر، أكد الدكتور عبدالعزيز بن رشاد سروجي عميد شؤون الطلاب بجامعة أم القرى أن هناك حملة بالجامعة للتوعية بأضرار التدخين تحت شعار (أم القرى.. بلا تدخين) تستهدف جميع منسوبي الجامعة من موظفين وأعضاء هيئة تدريس وطلاب وطالبات، حيث تتضمن هذه الحملة إقامة محاضرات ومسابقات متنوعة، علاوة على توزيع النشرات والمطويات التوعوية عن التدخين وأضراره الجسيمة على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة ثقافية كبرى للحملة. وأوضح الدكتور سروجي أن الحملة تأتي ضمن الأنشطة والبرامج المختلفة التي تقيمها العمادة بدعم ومتابعة من الدكتور وليد أبو الفرج مدير الجامعة، وتهدف إلى توعية منسوبي الجامعة بمختلف مستوياتهم بالسلوكيات الضارة على الصحة والفرد والمجتمع، انطلاقا من رسالة الجامعة تجاه المجتمع. وبين أنه تم إعداد برنامج متكامل لتنفيذ الحملة بالتعاون مع وكالة الصالح، تشتمل على تنظيم مسابقة ثقافية كبرى للحملة علاوة على تأمين 40 ألف نسخة من كتاب المسابقة الثقافية الكبرى عن أضرار التدخين، وكذلك توفير جائزة كبرى و 50 جائزة متنوعة، بالإضافة إلى بث 30 ألف رسالة توعوية عبر الجوال لمنسوبي الجامعة، ونشر 80 لوحة توعوية عن أضرار التدخين داخل أسوار الجامعة، وعشرة آلاف تعليقة سيارة، وعشرة آلاف مطوية توعوية، وألف نشرة توعوية خاصة بالحملة، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف ملصق وملف خاص بالحملة، مؤكدا أن هذا الاتفاق يأتي ضمن التفاعل الدائم ما بين الجامعة ومؤسسات المجتمع الأخرى الحكومية والأهلية.