“خذ المعلومات من أفواه المسؤولين” لا أظنكم سمعتم هذا المثل قبل الآن.. لكن لا بأس خذوه مني بغض النظر عن مدى صحته أو مطابقته للواقع.. جريا على أغلب الأمثال التي لا نفتأ نرددها وأفعالنا تثبت مناقضتها.. لكن المختلف هنا أني ما زلت أبذل جهدي وأسلك كل الطرق لتصديق هذا المثل الذي تطربني به بعض إدارات العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات الحكومية عندما أريد الكتابة عن موضوع يتعلق بها.. كجُل الصحافيين أحاول جهدي استقصاء الحقيقة من مصدرها ونشرها كما هي.. لكني أُجابَه بهذا السد المنيع الذي يرفض إعطاء المعلومات الحقيقية الصافية.. أُجابَه بالتكتم الذي يجعلني أحيانا معتقدا أن هذه الإدارات ما أُنشئت إلا لتكسو المعلومة ضبابية وعتمة وتجعلها غير صالحة للاستهلاك الصحافي. ما كنت في يوم من الأيام باحثا عن الذلات أو الهفوة أو (دوشة الرأس)، بل الحقيقة والخبر الصادق أنّى كانا، هما ما أبحث عنه. سد كسد يأجوج ومأجوج بُني بيني وبينهم فما استطعت أن أظهره وما استطعت له نقبا..