يقول العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، إن التذكير بالله والتآخي في الله من أهم القربات ومن أفضل الطاعات، وهو من التناصح والتعاون على البر والتقوى، ومن التواصي بالحق الذي أثنى الله على أهله، وأخبر أنهم هم الرابحون، وقد أمر سبحانه بالتعاون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك النصيحة والتوجيه إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وغير ذلك مما ينفع العباد في العاجل والآجل، ونهى عن التعاون على الإثم والعدوان، ويدخل فيه التعاون على كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، كالتعاون على المعاصي كلها كالمسكرات وظلم الناس، وغير ذلك مما يدخل في التعاون على الإثم والعدوان. فلا يجوز لمسلم أو مسلمة أن يعين على معصية الله عز وجل، وينبغي للمؤمن والمؤمنة ألا يتأخرا عن التعاون على البر والتقوى. وأخبر في سورة العصر أن من صفات الرابحين الناجين السعداء: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر. هذه صفات الرابحين، صفات السعداء: الإيمان بالله ورسوله إيمانا صادقا، ثم العمل الصالح، وهو ثمرة الإيمان وهو موجب الإيمان، وهو أداء فرائض الله والكف عن محارم الله، والمسارعة إلى الخيرات والازدياد من أنواع القربات. والأمر الثالث: التواصي بالحق، ويدخل فيه التناصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائر وجوه الخير. والرابع: التواصي بالصبر فإن الأمور المهمة لا تحصل إلا بالله ثم بالصبر، فلهذا أخبر سبحانه عن صفات الرابحين أنهم يتواصون بالصبر. هذه العناصر الأربعة هي أسباب الوصول إلى السعادة، والوصول إلى الربح، وهذه العناصر إذا توافرت للمجتمع صار مجتمعا صالحا، سواء كان رجاليا أو نسائيا، كل مجتمع تتوافر فيه هذه الأمور الأربعة وهي: الإيمان الصادق بالله ورسوله، إيمانا يتضمن توحيد الله ويتضمن الإيمان بالرسل جميعا ومنهم خاتمهم وأفضلهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ويتضمن الأصل الثاني وهو العمل الصالح، وهو أداء الفرائض وترك المحارم، والمسارعة في الخيرات، ويتضمن العنصر الثالث وهو التواصي بالحق والتعاون على الخير والتناصح، ويتضمن العنصر الرابع التواصي بالصبر.