ثمة هوة أصبحت واضحة ما بين اتحاد الكرة والإعلام الرياضي من جهة، وبين لجان اتحاد الكرة والشارع الرياضي من جهة أخرى... اتحاد الكرة ولجانه يحملان الإعلام مسؤولية هاتين الهوتين. كونه يرى الإعلام يلعب دورا سلبيا بأسلوبه الناقد بطريقة ناقمة وقاسية ومترصدة ما يفرض جدارا عازلا مع اتحاد الكرة ويسهم في تأجيج الشارع الرياضي على لجان اتحاد الكرة أيضا، ويبدو أن الهوة ستتسع أكثر وأكثر مع الشارع الرياضي في ظل بطء الخطوات التصحيحية؛ كذلك مع الإعلام الرياضي لإصرار البعض داخل اتحاد الكرة من أعضاء أو مستشارين أو رؤساء لجان على تصعيد التصادم معه مثلا بفرض مزيد من الضوابط التنظيمية في الملاعب بعضها أشبه بقيود أو بمحاولات لضبط الصورة «عشان تطلع حلوة». يبدو أن الكثير من الصور «اللي مش حلوة» وأظهرها الإعلام الرياضي المقروء أو المرئي شكلت ضغطا عاليا على اتحاد الكرة ولجانه سواء من الشارع الرياضي أو جهات أخرى.. جعلت أبسط النقد يشكل استفزازا لا يحتمل، لكني تساءلت مثل غيري إذا الإعلام الرياضي يرونه بتلك الصورة «اللي مش حلوة» لماذا تم الأخذ بالكثير من انتقاداته للاهتمام بتحسين أو تطوير الكثير من السلبيات في المنشآت والبيئة الرياضية والاحتراف واللوائح وموادها والدفع بالعديد من العجلات الإصلاحية المتوقفة من مدة طويلة وفتح آفاق مختلفة تواكب متطلبات المرحلة إداريا وفنيا واحترافيا. مجرد سؤال بريء؟ عمل اتحاد الكرة ولجانه في قطاع حيوي شبابي يحتاج إلى أصحاب الصدر الوسيع والنفس الطويل والحيوية والقادرين على المواجهة والاعتراف بالخطأ وأوجه القصور والسعي لحلها بطريقة ملموسة لأبسط متابع للساحة الرياضية.. فالتطور والنجاح لا يحتاجان إلى الكثير لرؤيتهما. فإذا كان للإعلام الرياضي السعودي بمختلف شرائحه جانب مظلم في نظر اتحاد الكرة ولجانه فثمة العديد من الجوانب المظلمة أضاءها لهما ولا يجب أن يبخسا حقه أو يتم التعامل معه كأنه إعلام يسهل تحجيمه أو تكميمه أو الحد من صلاحياته في مرحلة اختلفت فيها الأدوات المهنية ووسائل الاتصال والتواصل وبات فيها من الصعب فصل الإعلام عن نبض الشارع ويبدو أن البعض لم يستوعبها بعد. أتذكر أنني قرأت مقالة في شهر رمضان على صفحة كاملة بالزميلة الرياضية للدكتور ماجد قاروب صاحب المناصب القانونية المتعددة في الرئاسة واتحاد الكرة ولجانه.. يوجه من خلالها رسالة لوزير الثقافة والإعلام أحزنني مضمونها من رجل قانوني يبحث عن رصاصة ليطلقها على الإعلام الرياضي من دخل جيب مرجعيته؟! يبدو أن البعض لم يشعر بعد أن العالم تغير وأصبح هناك ما يطلق عليه الإعلام غير الموجه في الفيس بوك وتويتر. لذا أتمنى أن يسخر الله لاتحاد كرتنا ولجانه مزيدا ممن يبنون جسورا تحترم الإعلام ورسالته وليس من يلقون الألغام بين الطرفين.