أيام ويبدأ الاتحاد السعودي المنتخب لكرة القدم أولى مهامه الرسمية برئاسة الرجل الذي أطل علينا من الباب التاريخي بعدما اخترناه بنفس راضية ليكون رئيسا لاتحادنا وربانا لطموحاتنا ليبحر بنا إلى الشط الآخر بحثا عن المجد الضائع، فأحمد عيد لم يتكتل ولم يتوسط ولم ينافس بخجل وإنما جاء واثق الخطوة يمشي بطلا بعدما أختير إنصافا للرياضة واعترافا بقدراته وتقديرا لعطائه ليتولى زمام الأمور وإدارتها في أحلك الظروف وأصعبها .. فالمهمة ليست سهلة في كل أشكالها كما يتصور البعض. لكن السؤال المهم الذي يفرض نفسه في المرحلة التي تسبق تشكيل اللجان، ماذا نريد من رئيس الاتحاد المنتخب ؟ وماذا نتظر منه أن يقدم لنا ؟ وما هي المقاييس التي تجعلنا نقيم عمله ؟ عدة تساؤلات تحلق في أذهاننا ولا نعرف إن كانت الإجابة هي من تحدد نجاح الإدارة المنتخبة من فشلها أو أنها تمر في مخيلتنا بردا وسلاما. أسئلة مختلفة تعكس اختلاف التوجهات التي يسير عليها النقد الرياضي في إعلامنا ويختلف من شخص لآخر ويتفاوت ما بين ناقد وناقم وبالتالي نستطيع أن ندرك حقيقة هذا التوجه إذا كان سلبيا هادما أو توجها إيجابيا فاهما ومدركا أن الرياضة السعودية تحتاج إلى وقت حتى تسترد عافيتها. من بين أولئك النقاد من يتصور أن كل مشكلة تحدث لا بد أن تتم معالجتها عن طريق اتحاد الكرة، وكثير منهم من يربط نجاح الإدارة الجديدة بالبطولات القارية أو الإقليمية سواء كان على مستوى المنتخبات أو أندية من أول موسم ولا ينظر لأي عمل آخر من الممكن أن يقدمه هذا الاتحاد ويستفيد منه الشارع الرياضي مهما بلغ من تميزه ومهما كانت مساهمته في تأسيس عمل متميز على المدى الطويل لبناء قاعدة صلبة تقوم عليها الرياضة السعودية. وهؤلاء نقول لهم لا بد أن تكونوا واقعيين في أحلامكم، منطقيين في تعاطيكم الإعلامي، لا يجب أن تحملوا مرحلة الاتحاد المنتخب أكثر مما يحتمل، فأحمد عيد لا يملك عصا موسى حتى يمسح أحزاننا وينهض بآمالنا بين عشية وضحاها بعدما تاهت سنينا. وهناك من يعي دور الاتحاد المنتخب وصعوبة مهمته، ويتطلع لأن يضع له بصمة يدونها التاريخ ويتذكرها الحالمون. لذا يجب أن نتعامل مع المرحلة من منطلق شركاء النجاح وأن نؤمن بأن نجاح الاتحاد المنتخب من نجاحنا وسقوطه سوف يأتي علينا ويجب أن نرمي كل الإفرازات التي خلفتها الانتخابات وراء ظهورنا وننظر إلى شروق الشمس من شرف ذلك الصباح الجميل بشيء من التفاؤل والأمل على استرداد هيبة كرتنا وقوة مسابقاتنا وهيمنة أنديتنا ونشد من أزره ونقوي عضده وقبل ذلك عودة الثقة في قدراتنا. يجب ألا نضيع الوقت في تصيد الأخطاء وخلق العراقيل والمشي خلف الميول. نحن نريد من أحمد عيد وأعضاء إدارته احترام النظام والعمل به نريد مسابقاتنا تركض وأنديتنا تنافس ومنتخبنا يحلق بعيدا في سماء البطولات، باختصار نريد نقلة نوعية تضعنا فكريا وفنيا وإداريا في مقدمة الركب. أدرك تماما بأن هذا الأسمراني يحمل من الأفكار والأطروحات والتجارب ما تجعلنا مطمئنين ولا يحتاج إلا أن نضع أيدينا بيده، فكلنا اليوم ذلك الرجل من أجل رياضة وطن.