أنا عروس جديدة أشعر بالخوف الكثير، وأقول لزوجي ذلك فينزعج، أنا أريد منه أن يطمئنني، لكنه لا يفعل، أنا خائفة لما أشاهده في زمننا الحاضر من مشاكل الزواج، وكثرة الاختلافات الزوجية والطلاق. ولدي مشكلة أخرى، حيث إن زوجي يريدني أذهب لبيتي، وأمي تقول لي: لا تذهبي حتى أعمل لك عرسا، وهي تتدبر المال ليوم العرس.. وأنا أعيش في ضغط بين زوجي وأمي، والخوف من حياتي المستقبلية. فماذا أفعل؟ ابنتي الحبيبة.. وأنت مقبلة على هذه الحياة الجديدة، عليك تجديد نيتك لله تعالى في إقامة أسرة مسلمة صالحة وإنجاب جيل عابد لله مصلح في الأرض. ولكل فتاة مقبلة على الزواج أن تعلم أن الحياة الزوجية ليست رومانسية وحبا فقط، بل مسؤوليات متبادلة، يكون لكل طرف فيها مسؤولية، وكما له حقوق فعليه واجبات، ولديه الاستعداد للتنازل عن بعض حقوقه لتحقيق السعادة لشريك عمره ولأسرته. ومادام اختيارك لشريك حياتك مبنيا على الدين والخلق في الأساس، كانت الحياة موفقة وناجحة بإذن الله، ومادام اقتنع عقلك بأن شريك حياتك هو الأنسب لك فإن الطريق إلى القلوب والمشاعر الدافئة أسرع، وتعتبر الصراحة والوضوح من البداية سببا في تقليل الكثير من نقاط الاختلاف. ومع بداية الزواج قد تنشأ بعض الاختلافات بحكم أن كل طرف قد جاء من أسرة ومن بيئة مختلفة، وتعود على أسلوب حياة معين، وهذا شيء طبيعي سيزول بالحب والود والعشرة، فلا تقلقي، وحتى تسير سفينة الحياة هادئة راسية وتدوم العشرة الطيبة أنصحك باتباع هذه النصائح: 1- جددي نيتك لله تعالى أن زواجك عبادة وطاعة لله ولإقامة أسرة مسلمة، واسألي الله قبل زواجك وبعده أن يمن الله عليك بحياة زوجية سعيدة. 2- اعرفي جيدا حقوق زوجك عليك، ولن أطيل في ذلك، فكثير من الكتب تتحدث عن هذه الحقوق. 3- اعرفي زوجك جيدا، ما يحبه وما يكرهه، واعلمي أنه جاء من بيئة مختلفة عن بيئتك، فحاولي فهمه والتأقلم مع شخصيته، احترميه بينك وبينه وأمام الناس جميعا وبخاصة أهله، في حضرته وغيبته. 4- اشبعي غرور زوجك وأشعريه دائما بثقتك به وأنه كل حياتك، تقبليه بمحاسنه وعيوبه، بإيجابياته وسلبياته، ابحثي عن إيجابياته وأبرزيها، وغضي الطرف عن نقائصه وعيوبه، وكوني محبة له في كل الأوقات، واعلمي أنه أحق الناس بالبذل له ومحاولة إسعاده، وذلك بطيب الكلام وحسن التبعل والاهتمام بمأكله ومشربه ونومه وساعات راحته، وليكن هدفك الأسمى هو رضا الله. اثني على صفاته وأفعاله، وعلى ذوقه، وعلى خصاله الكريمة وآرائه السديدة وعلى تعبه وعلى حرصه على إسعادك، فهذا من شأنه تحفيزه على العطاء والاهتمام بك، أغدقي على زوجك بفيض حبك ومشاعرك وحنانك ولا تثقلي كاهله بما لا يطيق. 5- أحسني التعامل مع أهل زوجك، وعلى وجه الخصوص أبويه وأخواته، واحرصي على رضاهم والتودد إليهم، فهذا يسعد زوجك ويرفع قدرك عنده. واصبري إن بدا منهم ما يضايقك أو تعتبريه تدخلا في حياتك، ولا تنسي أن لهم حقا عليه. 6- احذري أن تفشي سر زوجك لأي أحد حتى أمه، وحافظي على خصوصياته، وكوني له سترا وعطاء لعيوبه ونقائصه. 7- اصبري عليه إن كان عصبي المزاج أو سريع الغضب، أو به أي خصلة تمقتينها، وعامليه بالإحسان والمسامحة، وليكن شعارك دائما الصبر والتحمل والتضحية واحتساب الأجر من الله. 8- اعلمي أن تعلم الشؤون المنزلية وأعمال الطبخ والغسل والتنظيف وتدبير المعيشة من أسس الحياة الزوجية، فحاولي قدر الإمكان الإلمام بهذه الأمور. 9- من الأمور المهمة جدا - والتي نطالب بها دوما للمقبلين والمقبلات على الزواج - حضور الدورات المتخصصة والتي تؤهلهم لاستقبال الحياة الجديدة وكيفية التعامل مع شريك الحياة والتعرف على شخصيته، وهذه الدورات قد بدأت بالفعل في كثير من البلدان؛ وإن تعذر عليك حضورها فهناك كتب كثيرة تتحدث في هذا الشأن. ابنتي الحبيبة.. ليلة الزفاف هي أول ليلة في الحياة الزوجية، وقد جرت السنة على الاحتفال بهذه الليلة إشهارا للزواج، وشكرا لله سبحانه وتعالى أن أتم على الزوجين نعمته وجمع شملهما برحمته، ولهذا يجب أن يكون الاحتفال وفقا لميزان الإسلام وآدابه، لهذا من المهم جدا الحرص على عدم الوقوع في المخالفات الشرعية. د. سميحة محمود غريب مستشارة نفسية