(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي : السلام عليكم ورحمه الله،،، أنا عندي مشكله ودي اطرحه عليك: متزوجة من 7 سنوات وعندي طفل واحد، أنا تزوجت من شخص كان متزوج وعنده بنت، زوجته طلبت الخلع منه بسب معامله غير حسنة، وقدر الله إني أتزوجه ولا اعلم أن عنده بنت إلا يوم ملكتي، والله يرحم أبوي ما سال عنه قبل، قدر وما شاء فعل تزوجته وعشنا في بنت أم زوجي، طبعا البيت لها تأمر وتهني فيه وكلامها ومعاملتها معي غير حسنه، وأنا مجرد خادمة لها، وزوجي معاملته غير حسنه معي، يدخل يسخر مني يسب ويلعن، وعلى هذا صبرت عشان ولدي، تخيل التعب والمرض ما ذهب بي المستشفى، وكان السب في مرضي الربو لأن كان معي كحة ولا ذهب بي المستشفى، يقول مجرد كحة، وحتى غرفه النوم حقت زوجتها والغرف أخر فاضي. أخي تستغرب وتقول وش صبرني على هذا ما ادري كلما أحاول اطلب الطلاق شيء في داخلي يقول يمكن يتغير وكذلك أمي تصبرني، تعبت وربي، تصدق أخي من بيت أهلي إلى بيت أم زوجي، لا سفر ولا رحلات، بس بنده فقط، لا وبعد لا تأخذ أنتي خسارة. شنو افعل ما أدري؟؟ الاستشارة ** أختي الكريمة: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد: أشكر لك ثقتك الكريمة بصحيفة عزيزتي شرق وما يقدم فيها من استشارات، وعرض مشكلتك على مستشارها، رغبة منك في الوصول للحل المناسب، الذي يساعدك بإذن الله في العيش بحياة زوجية سعيدة وكريمة. وأسأل الله عز وجل الإعانة والتوفيق والسداد في تقديم الاستشارة التي تحقق لك ذلك. ** أختي الكريمة: لم ولن تصفو الحياة لأحد في هذه الدنيا، ولو تأملت الناس من حولك لوجدت أن كل إنسان يعاني من مشكلة صغيرة أو كبيرة، وهذه الحياة طبعت على كدر وشقاء، ونحن بطبيعتنا البشرية نريدها سعادة وصفاء. ** أختي الكريمة: الزواج سنة من سنن الحياة، وقد حثنا شرعنا الحكيم ودعانا إليها، رجالاً ونساءً، لما له من فوائد تعود على الزوجين في الدنيا والآخرة، وأوصى الزوجين بحسن الاختيار لكل شريك له في هذه الحياة. وقد يجتهد الزوج أو الزوجة في الاختيار ولكن يبقى التوفيق بيد الله تعالى. وفي رسالتك ذكرت أن والدك رحمه الله لم يسأل عن هذا الزوج كثيراً، ولم تعلموا عن بعض مواصفاته إلا بعد الزواج. ومن أبرز تلك المواصفات التي وجدتها في زوجك سوء المعاملة، وهذه الصفة من الصفات التي لا يحب العاقل أن يتصف بها ولا يحب أن يكون شريكه في الزوجية متصفاً بها. أما وقد حصل ما حصل ويمكن الصبر، والصبر مفتاح الفرج، وبعد العسر يأتي اليسر، وقد رزقك منه ربي ولداً، فإني أوصيك بالصبر واحتساب الأجر في ذلك. وأوصيك بحسن التعامل معه، فمهما كان صلباً وصلداً فإن الماء يؤثر في الصخر ولو بعد سنين، كما أوصيك بالاهتمام بتربية نفسك على طاعة ربك عز وجل وعلى كثير من الأخلاق الفاضلة، وكذلك الاهتمام بالعناية بنفسك، سواءً من الناحية الصحية أو النفسية أو الاجتماعية أو العلمية والثقافية، ولا تنسي كذلك الاهتمام بقراءة القرآن ونوافل العبادات. فهذا يزيدك صبراً ويسليك ويساعدك على التغلب على مشكلات الحياة، كما أن ذلك سيؤثر تأثيراً إيجابياً في زوجك ولو بطريقة غير مباشرة. ** أختي الكريمة: أنت الآن تعيشين مع زوجك وفي بيت أم زوجك، وكما تذكرين أن أم زوجك هي الآمرة والناهية في البيت، وأن معاملتها لك ليست معاملة جيدة. وهذا بلا شك يزيد من معاناتك مع زوجك، لذا فلابد أن تتغير معاملة أم زوجك لك، وهذا يحتاج إلى بعض المدارة والمجاملة واللباقة، حتى يميل قلب أم زوجك إليك، وقد مع هذه المدارات والمجاملات واللباقة لا تتغير كثيراً، ولكنها بإذن الله سوف تتحسن عما هي عليها. لذا قدمي كل احترام وتقدير لأم زوجك، امدحيها واثني عليها، أمامها وأمام زوجك وأمام الآخرين، وبين فترة وأخرى قدمي لها هدية مناسبة، وساعديها في أعمال البيت، واصنعي لها الطعام الذي تحبه وقدميه لها، وأعدي القهوة والشاي وقدميها لها، وأجلس معها وتبادلي معها الحديث، وحاولي عمل ما ترغبه ما لم يكن فيه ضرر عليك، وبينك وبين زوجك انقلي له رغبتك في توطيد العلاقة مع أمه، وأشيري عليه أن ينقل انطباعك وحبك لأمه إليها. ** أخيراً: بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره، ينال الإنسان الأجر من ربه سبحانه وتعالى، وتتيسر أموره في الدنيا والآخرة، ويتحقق ما يرجوه. لذا اصبري وارضي بقضاء الله وقدره وافعلي الأسباب المادية التي ذكرت لك فيما سبق وغيرها من الأسباب، وكلي أمل في أن تسعد وتستقرين في حياتك الزوجية. أصلح الله لك أمر دينك ودنياك،،،، المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي 21– 12– 1431ه