أحصت وكالة ألمانية متخصصة في حوادث الطيران إجمالي 829 شخصا لقوا حتفهم في حوادث تحطم طائرات حول العالم في العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة في أعداد الضحايا عن العامين السابقين. وذكر «مركز تقييم بيانات حوادث الطائرات»، وهو وكالة خاصة مقرها هامبورج تجمع بيانات من وكالات سلامة الطيران حول العالم، أن العدد الإجمالي في العام الماضي يظهر زيادة عن أعداد القتلى المسجلة في 2009 والتي بلغت 766 قتيلا والأعداد المسجلة في عام 2008 والتي بلغت 598 قتيلا. ولم يقع أي حادث طيران في أوروبا أو أمريكا الشمالية من بين حوادث الطيران ال49 التي وقعت في العام الماضي، وعلى العكس كانت أخطر الأماكن بالنسبة إلى الرحلات الجوية هي الهند وباكستان. وذكرت مجلة «إيرو إنترنشونال»، وهي مجلة تنشر بيانات المركز، أنه من الواضح أن الأعمال الإرهابية لم يكن لها دور في حوادث العام الماضي. وتشمل الحصيلة المعلنة ضحايا حوادث الطائرات التابعة للخطوط الجوية المدنية فقط، ولا تشمل حوادث الطائرات الخاصة أو العسكرية، لذا لم تشمل الحصيلة ضحايا حادث تحطم الطائرة التابعة لسلاح الجو البولندي في إبريل الماضي قرب بلدة «سمولينسك» بروسيا والتي راح ضحيتها 96 شخصا، بينهم الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وزوجته. كما أنها لم تشمل الأشخاص الذين لقوا حتفهم على الأرض من جراء سقوط حطام أو طائرات. وعلى الرغم من الزيادة في أعداد الضحايا في العام الماضي، إلا أن تحليل البيانات على المدى الطويل يظهر أن الطيران في الوقت الحاضر بات أكثر أمنا مما كان عليه إبان فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، عندما كان المعدل السنوي للضحايا يتراوح بين 1100 قتيل و1400 قتيل. وزادت حركة النقل الجوي للمسافرين بصورة كبيرة منذ ذلك الحين. يشار إلى أن أسوأ الأعوام من حيث أعداد القتلى كان عام 1996 عندما لقي ما إجماليه 2272 شخصا حتفهم في حوادث طيران. وقال جونتر ماتشنيج، الذي شغل لفترة طويلة منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي، ذات مرة إن «مسافرا يستخدم طائرة ركاب يوميا من شأنه أن يعيش ما معدله 4807 أعوام قبل أن يسقط ضحية حادث تحطم». ويعد أحد أسوأ حوادث الطيران التي وقعت في العام الماضي هو الحادث الذي وقع في 22 مايو الماضي عندما تحطمت طائرة من طراز بوينج 737 تشغلها شركة الخطوط الجوية «آير إنديا إكسبريس» في مطار بنجالور، والتي أسفرت عن مقتل 158 راكبا، ونجاة ثمانية أشخاص. وكانت الطائرة قد لامست المدرج بعد مسافة طويلة جدا من المكان المحدد لها، وجاءت محاولة إلغاء الهبوط متأخرة جدا لتفادي وقوع الحادث. وفي مايو الماضي بشمال العاصمة الباكستانية إسلام أباد، تحطمت طائرة إيرباص من طراز «إيه 321» مضى عليها عشرة أعوام فقط في الخدمة وتابعة لشركة «آيربلو» إثر اصطدامها بمرتفعات جبال «مارجالا» في باكستان خلال محاولة هبوط وقت هبوب عاصفة مما أسفر عن مقتل 145 راكبا وستة من أفراد الطاقم. وأخفق الطيار في أول محاولة هبوط له وخرج عن المسار الصحيح للطيران خلال محاولة الاقتراب الثانية. وتحطمت طائرة من طراز إيرباص، كانت قد حصلت عليها حديثا شركة الخطوط الجوية الإفريقية، على مشارف مطار طرابلس بليبيا في 12 مايو الماضي. وأعاقت الرمال والضباب الخفيف الرؤية في وقت وصول الطائرة التي تعمل بمحركين قادمة من جوهانسبرج، ونظرا إلى عدم وجود نظام هبوط آلي بمطار طرابلس، لم تظهر أي صورة للمدرج على الشاشة الموجودة أمام الطيار. وأسفر الحادث عن مقتل 101 شخص وكان الناجي الوحيد صبيا في التاسعة من عمره. وأشارت المجلة إلى أنه في جميع أخطر الحوادث الثلاثة في العام الماضي كان «السيناريو المعتاد متشابها تقريبا، ويشير إلى وجود خطأ بشري» .