شكا المستشار الألماني الأسبق «هيلموت شميت» البالغ من العمر 91 عاما من الفراغ الذي تسلل إلى حياته في أعقاب وفاة زوجته «لوكي شميت» الشهر الماضي، عن عمر يناهز 91 عاما أيضا، بعد أيام قليلة من صدور مذكراتها بعنوان «فوق السجادة الحمراء»، وكان شميت قد تلقى النبأ المفزع وهو فوق الكرسي المتحرك يلقي محاضرة أمام جمعية الصداقة الألمانية - اليابانية. وقال شميت في مقابلة مع صحيفة «هامبورجر آبندبلات» الألمانية في عددها الصادر أمس الأول: «يتعين علي التعود على الوضع الجديد، لكن الأمر صعب». وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان أصدقاؤه يساندونه في تلك الأوقات، قال شميت: «أغلبهم فارق الحياة»، وذكر شميت أنه عاد إلى مكتبه في صحيفة «دي تسايت» الألمانية الأسبوعية عقب يومين من دفن زوجته، وقال: «خلقني الله كادحا»، مشيرا إلى أن هذا الأمر يساعده على تجاوز محنته في تلك الأيام. ولم يمهل القدر لوكي شميت لتحقيق حلمها هي وزوجها أن يتمكنا من الاحتفال بعيد زواجهما ال 70، حيث تزوجا في صيف عام 1942. وكانت لوكي قد قالت في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية: لا يضع المرء أهدافا لحياته في مثل أعمارنا ولكن زوجي يقول دائما إنه سيكون من الجميل أن ننجح في الاحتفال بعيد زواجنا ال 70. يذكر أن هيلموت شميت أصبح مستشارا لألمانيا عام 1974 حتى عام 1982، وهي الأعوام التي وقفت لوكي خلفه خلالها.. كزوجة مثالية.. قدمت لألمانيا زعيما عظيما.. وكانت بالفعل زوجة عظيمة. ومن ألمانيا إلى بريطانيا فقد كشفت «كارول» ابنة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، والتي تعمل صحفية، في كتاب أصدرته عن والدتها أن «المرأة الحديدية» عقب وفاة زوجها تعاني مرض الخرف، ما يجعلها تنسى أبسط الأمور وتتعثر في تذكر الأحداث الدولية التي أشرفت عليها، حيث خلطت بين البوسنة وبين الفوكلاند خلال حديث عن الحرب في يوغسلافيا السابقة، وكانت تجاهد في التذكر واختيار كلماتها، وفي مقتطفات نشرتها صحيفة «ميل أون صنداي» الشعبية البريطانية من كتاب كارول، بدا أن مراحل إصابة رئيسة الوزراء السابقة باتت متقدمة في المرض، وقالت كارول تاتشر إنها في أسوأ أيامها كانت والدتها تجد صعوبة في إكمال جملها، إلا أن شخصيتها الحقيقية كانت تظهر أحيانا خاصة عندما تتحدث عن أيامها في الحكم، فأشارت كارول كيف أن صديقا سأل والدتها عن الرئيس السوفياتي ميخائيل جورباتشيف «فعادت إلى شخصية السيدة الحديدية وبدأت تتحدث بطلاقة». وقالت كارول في مذكراتها إنها كانت تعتقد: «أن والدتها لا يمكن أن تشيخ، وأنها قادرة على التغلب على الزمن وأنها حديدية ولا يمكن قهرها»، وسردت تفاصيل كثيرة عن ذاكرة والدتها القوية في السابق، حيث وصفتها بأنها كانت تتمتع بذاكرة مثل موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت، وكيف تراجعت خلال العقد الماضي، موضحة: «في الماضي لم يكن من الضروري تكرار ما تقوله أمام والدتي لأنها تكون قد اختزنته في بنك ذاكرتها القوية، إلا أنها بدأت تردد نفس الأسئلة مرات ومرات دون أن تدرك ذلك». وشرحت كارول تاتشر كيف أن والدتها كانت تنسى باستمرار أن زوجها دنيس توفي في عام 2003، وأنها اضطرت إلى إبلاغها بالنبأ السيئ مرات ومرات عدة، ما جعل تاتشر تحزن كل مرة من جديد، وأضافت: «في كل مرة تدرك أنها فقدت الزوج الذي عاشت معه أكثر من 50 عاما، تنظر إلي بحزن وتسأل هل كنا جميعا موجودين عند وفاته»؟. ويعتبر الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان من أشهر مرضى الزهايمر. وكان ريجان يحب زوجته حبا عميقا من النوع النادر الذي يوشك أن ينقرض، حتى عندما تقدم به المرض ظل يعرفها، وكانت هي الشخص الوحيد الذي يعرفه. ولكن ماذا حدث في النهاية؟ حدث أن نسيها كما نسي غيرها، فشل الحب أمام الزهايمر، وأعلن في يونيو 2004 وفاة ريجان عن عمر يناهز 93 عاما. يذكر أن ريجان كان قد انتخب رئيسا عام 1980 واستمرت فترته الرئاسية لمدة ثمانية أعوام .