شمرت أكثر من 150 مواطنة بمكةالمكرمة عن سواعدهن لخدمة ضيفات الرحمن خلال موسم حج هذا العام، وذلك من خلال الأعمال التطوعية التي بدأن تنفيذها مع وصول أفواج حجاج بيت الله الحرام. وتبذل هؤلاء المتطوعات جهودا كبيرة في تقديم صورة مشرفة تتكامل مع الدور الذي تقدمه المملكة في خدمة وراحة ضيوف الرحمن، ولعل أكثر ما يميز أداءهن ذلك الشعور الواضح والحماس الكبير لتقديم تلك الخدمات للحاجات، بما يعكس جانبا مشرقا لإنسان المملكة وتشرفه بخدمة ضيوف الرحمن. رئيسة لجنة مطوفات جنوب شرق آسيا المطوفة شادية جنبي، بدت سعيدة بهذا الجهد الذي يدعوهن إلى الفخر بما يقدمنه من أجل راحة ضيوف الرحمن «نحمد الله أن أكرمنا وخصنا بخدمة ضيوف الرحمن، وإنه لشرف لنا، حيث إنني أشعر بالفخر والاعتزاز كوني إحدى المشاركات في خدمة ضيوف بيت الله الحرام من خلال تقديم المساعدة والإرشاد لهن، وأعتقد أن هذا الشرف لا يضاهيه أي شرف آخر، حيث نستقبل نساء الحجيج ونستضيفهن خلال فترة الحج، ونعمل على توعيتهن وإرشادهن للواجبات والفرائض والنسك المتعلقة بالحج، وتفقد أحوالهن ومتابعة علاجهن داخل المستشفيات وزيارة المشاعر المقدسة». على الوجه الأكمل وتضيف المطوفة جنبي «عملت على تدريب الفتيات المطوفات على العمل وبث روح الجماعة بينهن حتى تكون كل واحدة منهن ذات فائدة لمجموعتها التي تعمل فيها، حيث قسمتهن إلى مجموعات لكل مجموعة رئيسة تنتقل إليها الرئاسة دوريا، إضافة إلى توزيع المهام بينهن بالتساوي، حتى تبث روح التنافس بينهن ويتم إخراج العمل على أكمل وجه وبأسرع وقت، كما عرفتهن بدور المطوفة الأساسي وزرعت حب الطوافة في أنفسهن والتفاخر بها كونها مهمة شرفهن الله بها لخدمة ضيوف الرحمن، فها نحن قرابة ال 90 مواطنة نقدم خدماتنا لحجاج بيت الله الحرام». خدمات إرشادية وتعمل متطوعات الفريق بروح معنوية عالية وشعور بالسعادة يتضح من خلال حديث المطوفات عهود وبشاير وإيمان «نزور الحاجات المنومات في المستشفيات ونقدم الهدايا لهن، وكذلك نرافقهن في زيارات المتحف ومعرض الكسوة واستقبال الحاجات، كما أننا عرفنا ضيفات الرحمن بجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، عبر المشروعات العملاقة والضخمة التي نفذتها وتنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين في كل من المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وكذلك المواقع والمشاعر المقدسة وتوضيح كيف أسهمت تلك المشروعات والجهود العملاقة في تيسير أمور الحج والزيارة لقاصدي المدينتين المقدستين»، مشيرات إلى أنهن سعيدات ومسرورات بهذا العمل العظيم والشرف الكبير الذي يخدم ضيوف وضيفات الرحمن. خدمة الشرف المشرفة على اللجنة النسائية لمنتدى المطوفة والحاجة التابع للمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية الدكتورة سميرة عبدالله بناني، توضح جانبا من الأعمال النسوية التي تتم في موسم الحج «اللجنة جهزت فريقا نسائيا بأكثر من 50 مطوفة وموظفة، عدا المتطوعات والطبيبات والداعيات الأكاديميات، بهدف توعية الحاجات بمناسك الحج والعمرة والطهارة والصلاة، وكل ما يتعلق بأحكام النساء على وجه الخصوص، وبما يكفل لهن تحقيق أداء نسكهن بالطريقة الصحيحة، إضافة إلى إيجاد روح التواصل والتعارف بين المطوفة والحاجة، وإشاعة العلاقات الحميمة بينهن بحسن الخلق والتعامل وبالبسمة الصادقة من القلب». برامج مبتكرة وتضيف الدكتورة بناني «تم إعداد أربعة برامج بأساليب وأفكار مبتكرة لتحقيق الرؤية الشاملة من تشكيل اللجنة النسائية لمنتدى المطوفة والحاجة، البرنامج الأول «كنوز التوعية»، وهو برنامج توعوي ثقافي بإشراف المطوفة وفاء بانة، ويعنى بعقد المحاضرات الدينية وتنظيم الدورات الشرعية، ومنها محاضرة ودورة «الطهور شطر الإيمان» لتعليم كيفية الطهارة، ومحاضرة ودورة «صلوا كما رأيتموني أصلي» لتعليم كيفية الصلاة، ومحاضرة ودورة «خذوا عني مناسككم» لتعليم الحج، مع عقد العديد من المسابقات المتنوعة مثل مسابقة التسميع، بحيث يتم الإعلان عنها في مساكن الحاجات، وتكون على حفظ أجزاء من كتاب الله تعالى وأحاديث الرسول «صلى الله عليه وسلم»، والتسميع أمام الحاضرات بالمقر الرسمي للجنة، والتقويم والتكريم، ومسابقة الداعية المفوهة، بأن تلقي ثلاث من الحاجات كلمة وعظية عن أخلاق الحاج بموسم الحج لمدة دقيقتين، مع التعليق عليها وذكر الأدلة عن طريق الحوار والمناقشة وتكريم المشاركات، ومسابقة سلسلة الآداب الشرعية يتم فيها اختيار نوع من الآداب كآداب الحج والسفر، والأكل والنوم، ويتخلل ذلك مقاطع من عروض حاسوبية وشريط وقراءة لبعض الكتيبات التي تحدثت عن جملة من الآداب». فعاليات مجدولة وتستطرد بناني «يصاحب البرنامج تنظيم أركان ثقافية، أحدها يسمى «صندوق بريد الحاجة» ويوضع في مقر النشاط لجمع الأسئلة ثم الإجابة عليها من قبل الداعيات، وآخر يحمل عنوان «نافذة النبوة»، ويتناول التعريف برسول الله «صلى الله عليه وسلم» وأزواجه الطاهرات، وكذلك ركن التجارة الرابحة الذي خصص لتوزيع الكتب التوعوية لمناسك الحج والعمرة وغيرها، بهدف نشر الدعوة إلى الله عز وجل عبر الحاجات في بلادهن، كما أن البرنامج الثاني بعنوان «ميدان العطاء» وهو برنامج توعوي اجتماعي بإشراف المطوفة صبحية بشارة، ويهتم بتنظيم لقاءات اللجنة مثل لقاء التعارف واليوم المفتوح، أو يوم اللجنة، ويكون في منتصف فترة العمل لإشعال جذوة الحماس من جديد، ويحتوي هذا اليوم برامج غير معتادة والعديد من المفاجآت والابتكارات والتجديد، وتشارك فيه جميع عضوات اللجنة بلا استثناء بما في ذلك الإدارة، كما يقدم البرنامج العديد من المهرجانات الشرعية، كمهرجان المواهب بالاشتراك بأي موهبة تجيدها الحاجات المشاركات، ومهرجان النظارة السعيدة، بإجراء لقاءات سريعة حول البطاقة الشخصية لموظفات اللجنة، واستعراض بعض المواقف الطريفة أو المحرجة أو المؤثرة التي مرت بهن مع التميز بنشاط «سامرة الضيفات» بحيث تلقي كل جنسية من الحاجات قصيدة شرعية في حب مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بينما البرنامج الثالث بعنوان «تحت الأضواء»، وهو برنامج توعوي إعلامي بإشراف المطوفة عواطف كتوعة، ويقدم العديد من الإضاءات المتنوعة عبر أضواء جولة الكاميرا داخل مقر اللجنة وخارجها أثناء الجولات الميدانية لرصد أنشطة أسر البرامج وفعالياتها، أضواء قناة اللجنة الإخبارية لتغطية أخبار أنشطة اللجنة النسائية صوتا وصورة لضيفات الرحمن، و وأضواء لقاءات وتحقيقات ميدانية تقام مع بعض المسؤولين والمسؤولات من كبار الشخصيات بوزارة الحج، وبعض المسؤولين بها وكبار الوفود القادمة، وأضواء كيف أسلمت، وهي عبارة عن لقاءات مع العديد من المسلمات الجدد بالتنسيق مع الجهات المعنية، والتعرف على طريقة هدايتهن، ويكون عبر لقاء مباشر مفتوح أو عبر الإنترنت، والبرنامج الرابع بعنوان «محور الثقافات»، وهو برنامج توعوي حضاري سلوكي حركي بإشراف المطوفة اعتماد سرحان، ويختص بوفود بعثات الدول العربية حيث ينظم فعاليات هادفة تتناول شعيرة الحج من زوايا عديدة «زاوية قف»، وترتكز على تأصيل مهنة الطوافة ورحلتها الطويلة عبر التاريخ القديم وواقعنا المعاصر، و «زاوية ما رأيك» ويتم من خلالها مكاشفة أبرز معالم التطورات التي تشهدها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن كعرض لاستقبال ضيوف الرحمن بصالة المطار ودعوات الشكر وطريقة النقل الترددي، ومشروع توسعة ساحة الطواف في الحرم المكي الشريف، ومشروع تطوير جسر الجمرات، ومشروع قطار المشاعر وبرج الساعة، ورعاية أمن الحجيج وراحتهم، و «زاوية لا للظواهر السلبية» وتهتم بمكافحة ظاهرة افتراش الطرقات والغش والاستغلال والاحتراز ضد أوبئة الحج، و «زاوية تهاليل الحجيج» وتظهر تثمين دور المملكة في خدمة الحجاج من شهادات وأقوال ومشاعر رؤساء الوفود وعامتهم، يصاحبها عرض لمشروع تقديم أجمل وأروع الهدايا المقدمة لحجاج بيت الله الحرام: المصحف الشريف وماء زمزم، عند مغادرتهم» .