أبدى المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت الذي تولى المنصب في الفترة بين عامي 1974 و1982 إعجابه الشديد بطريقة تعامل زوجته مع رؤساء دول وزعماء حكومات أجنبية خلال زيارتهم للبلاد، وأكد أنها امرأة ذات مستوى رفيع وتتمتع بالفهم السياسي. وأوضح في كتاب جديد، نشرت صحيفة «بيلد» المحلية مقتطفات منه، أن زوجته لوكي قدمت له مساعدة قوية ولآخرين خلال فترة عمله، وأضاف « لو كنت أديبا لكان علي التعبير عن احترامي لإنجازاتها، ولكن بما أن الأمر يخصني بشكل شخصي فلن أقول سوى..شكرا». جاءت تلك المشاعر الدافئة في كتاب بعنوان «بيانا» للمستشار الأسبق، 92 عاما، نشرت صحيفة «بيلد» في موقعها الإلكتروني مقتطفات منه، وركزت على تقديره الكبير لزوجته لوكي بعد علاقة دامت 69 عاما. ويبدو أن المستشار كان يجد صعوبة كبيرة في اختيار الكلمات، «أرغب في استخدام كلمة الاحترام لأني أكن كل الاحترام لعمل لوكي البحثي في علم النباتات.. لم تتعامل مطلقا أثناء رحلاتها البحثية بصفة زوجة مستشار ألمانيا السابق، ولكنها كانت دائما تعتمد على شخصيتها وتمول كل شيء على نفقتها الخاصة. ولقد اكتشفت بعض النباتات التي لم تكن معروفة للعلماء..كل الاحترام لها». وأكد أنه شعر ب«الفخر الشديد» بزوجته عندما قررت الأكاديمية السوفيتية للعلوم منحها لقب الدكتوراه بسبب هذه الأبحاث. من جانبها أكدت لوكي، 88 عاما، أنها لا تزال تحرص على أن تطبخ الطعام بنفسها لزوجها يوميا بدافع الاهتمام رغم مرور كل هذه الأعوام على الزواج. وأوضحت في تصريحات تليفزيونية نقلتها عنها مجلة «بونته» الألمانية «أطبخ له لأنه فيما عدا ذلك لا يأكل طعاما ساخنا ومفيدا». وأضافت «أؤيد بشدة أن يتناول المرء الكثير من الفاكهة والخضراوات». وأوضحت أن زوجها لا يهتم كثيرا بمسألة الطعام والشراب، ومع ذلك فهو يقدر فنها في الطبخ للغاية. «كثيرا ما يقوم بالثناء وعندما يثني على شيء، فإنه يقول هذا طعام يمكن تناوله بشهية». وأكد شميت أن حالته الصحية عادت للتحسن مرة أخرى بالنظر إلى عمره المتقدم والأمراض الشديدة. وهو يتحرك منذ فترة على كرسي. وعن هذا الأمر قال «لا أشعر بالألم طالما أكون جالسا على الكرسي». واستطاع شميت الجمع بين السياسة والفكر وبين الحنكة والعبقرية. وعرفته ألمانيا واحدا من أبرز زعمائها. وهو رجل ما زالت أفكاره وآراؤه يعتد بها. وولد شميت في 23 ديسمبر عام 1918 بهامبورج من أسرة بسيطة واستطاع أن يتدرج في المناصب بالحزب الاشتراكي الديمقراطي حتى وصل إلى قمة الهرم، وأن يفوز بأعلى موقع سياسي في البلاد وهو منصب المستشار. وترك بصمات واضحة في تاريخ ألمانيا. ومع مرور الوقت، لمع نجمه حتى أصبح أحد الأسماء الأساسية في حكومة المستشار ويلي براندت، حيث تولى فيها عام 1969 منصب وزير الدفاع ثم وزير الاقتصاد والمالية عام 1972. وفي عام 1974 انتخب مستشارا خلفا لبراندت ليصبح خامس مستشار ألماني بعد الحرب العالمية الثانية. وظل شميت يؤكد- باستمرار- أنه لن ينسى تلك اللحظات التاريخية التي صاحبت سقوط جدار برلين قبل 20 عاما عند عرضها أخيرا عبر شاشات التليفزيون. «شاهدت كيف انتهت الفترة البشعة لتقسيم ألمانيا بشكل سلمي ودون إطلاق عيار ناري.. وعندها ذرفت عيني بالدموع». وتذكر كيف توافد الآلاف من محبيه من ألمانياالشرقية إلى هامبورج ليتجمعوا عند منزله بعد يوم واحد من إعادة الوحدة