تقلص عدد المتطوعات في الفترة الصيفية إلى أكثر من 70 %، في حين انخفض عدد المتطوعين الذكور بنحو 30 % في نفس الفترة، رغم أن الفتيات حسب الدراسة الميدانية، يشكلن حضورا أفضل في الفترات الأخرى من العام. وحسب الدراسة التي نفذها فريق متخصص من نادي «لبيه» التطوعي فإن النسبة الإجمالية لانخفاض الإقبال على العمل التطوعي تضاءلت بنحو يتراوح بين 30 إلى 40 %. لكن الدراسة التي شملت 3600 مشارك، عزت ذلك إلى ضعف التخطيط لبرامج تطوعية تراعي متطلبات العمل التطوعي وأوقات المتطوعين، وللنقص الحاد في أعداد المتطوعين في تغطية الفعاليات الصيفية رغم الحاجة الماسة لهم. من جانب آخر، دعت رئيس مجلس إدارة شركة ديرتي الغالية الداعمة لمشروع «لبيه» التطوعي، الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد آل سعود، دعت الجهات الأهلية لتبني ثقافة العمل مقابل الخبرة في موسم الصيف، واستيعاب الشباب في برامجهم الصيفية خاصة في الفعاليات السياحية والمنتديات والمؤتمرات، مشيرة إلى أن مثل هذه البرامج بوابة سوق عمل مستقبلية واعدة للشباب من الجنسين. وأوضحت أن الدراسة جاءت بمبادرة من فريق نادي لبيه، لتلمس مستويات التضخم في أعداد المتطوعين، والخروج بجداول إحصاء لوضعها أمام الجهات المهتمة بالتطوع، ونسب المتطوعين، وساعات التفرغ خلال العام الذي يمكن لهم من خلالها خدمة المجتمع. وأشارت المشرف العام على نادي لبيه التطوعي، هديل بوقري، إلى أن هناك تجارب عالمية في الاستفادة من المتطوعين، حسب ساعات العمل، وإن تلك الاستفادة تبلغ ذروتها في مواسم العطلات، الأمر الذي يتعارض مع ما أفرزته نتائج الدراسة المحلية حول تناقص فرص الاستفادة من المتطوعين صيفا مقارنة بتزايد ساعات التطوع المتاحة أمامهم. وبينت بوقري أن معدلات الفائدة التي تجنيها الشركات العالمية في الاستفادة من المتطوعين، تتنامى بتنامي ثقافة العمل مقابل الخبرة، داعية لتبني هذا المفهوم بشكل أفقي في القطاعات الأهلية الخدماتية، والجهات المنظمة للفعاليات المرتبطة بأوقات زمنية، وهو ما ينسجم مع طبيعة الأدوار التي ينجح المتطوعون في القيام بها. يذكر أن نادي لبيه يسعى لإنجاح أهدافه الرامية لجمع 15 ألف متطوع، و15 ألف فكرة تطوعية، بحلول عام 2015، في إطار خطته لتوسيع ثقافة العمل التطوعي، من خلال دراسات ميدانية، ومعارف علمية، لتنمية الحس التطوعي، وتحقيق أهدافه الاجتماعية والتنموية، ورفع كفاءة الفرد المتطوع واكتشاف مواهبه ومهاراته.