أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، أن المملكة وضعت خطة استراتيجية متكاملة للتحول نحو اقتصاد المعرفة الذي يمثل خيارا لا غنى عنه للمجتمعات الراغبة في التقدم، وأن هذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال الشراكات مع الجامعات العالمية المرموقة، ومن بينها الجامعات اليابانية. وأوضح عقب افتتاحه أمس جناح المملكة في معرض طوكيو الدولي للكتاب 2010 في دورته 17 الذي تشارك فيه المملكة ضيف شرف هذا العام، أن الوزارة ستضاعف عدد الطلاب المبتعثين إلى اليابان خلال الأعوام القليلة المقبلة. وذكر العنقري أن العديد من الجامعات السعودية وقعت اتفاقيات تعاون وشراكة مع عدد من مثيلاتها اليابانية وهناك العديد من المشاريع التي أنجزت في إطارها، في حين يتم العمل على إنجاز ما تبقى منها: «ننتظر المزيد من التعاون بعد توقيع مذكرة التعاون بين وزارة التعليم العالي في المملكة ونظيرتها في اليابان». وأشار العنقري إلى عدد من الخطوات التي اتخذتها المملكة في إطار اهتمامها بالتوجه نحو اقتصاد المعرفة، وفي مقدمتها التوسع في إنشاء الجامعات الحكومية ودعم الجامعات الأهلية، والتركيز على البحث العلمي وإنشاء مراكز البحوث وحدائق التقنية، والتوسع في ابتعاث الطلاب السعوديين إلى الدول المتقدمة ومن بينها اليابان. وأكد العنقري متانة العلاقات السعودية اليابانية: «إن العلاقات السعودية اليابانية متميزة ومتينة ولها بعد تاريخي عطر فهي تتسم بالتقدير والاحترام المتبادل، وتستند إلى المصالح المشتركة في جميع المجالات». ونوه إلى أن اليابان تعد الشريك الثاني للمملكة، حيث احتفل البلدان عام 2005 بمرور 50 عاما على بدء العلاقات الرسمية، وذلك توثيقا وتأكيدا للأجيال القادمة وتعريفا للجيل الحالي بما يربطهما من علاقات متينة. وبين حرص الوزارة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أن تكون المشاركة السعودية على النحو الذي يليق ويتماشى مع ريادتها الثقافية وموقعها الحضاري. إلى ذلك، زار الأمير الإمبراطوري الياباني أكيشينوميا، جناح المملكة في المعرض، واستمع إلى شرح من الملحق الثقافي السعودي في اليابان الدكتور عصام بخاري عما يحتويه المعرض، كما اطلع على مجسمات الحرمين الشريفين ودور المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، مرورا بعهد أبنائه من بعده «سعود، فيصل، خالد، فهد، رحمهم الله» وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الحرمين الشريفين وما تبذله من جهد لراحة ضيوف الرحمن من زائرين ومعتمرين. كما زار الخيمة العربية وتناول فيها التمر والقهوة العربية، ثم شاهد عرضا عن المملكة باستخدام تقنية ثلاثي الأبعاد «3D». وتجول في بقية أقسام الجناح التي تضم معرض الكتاب السعودي، وقسم الفنون التشكيلية، ولوحات الخط العربي، والخيمة الثقافية، ومكتبة للأطفال، إضافة إلى مسرح للمسابقات الثقافية للزوار. وشاهد عددا من الكتب والإصدارات باللغتين اليابانية والإنجليزية التي تم إعدادها لهذه المناسبة. وأقيم على هامش المعرض ندوة الصحافة والإعلام السعودي الياباني، بمشاركة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك، وعضو رئاسة تحرير صحيفة أساهي ساداموري دايجي، ورأس الجلسة الدكتور أحمد الرميح. وتحدث المالك في ورقته عن واقع الصحافة السعودية، حيث عاد للتاريخ وعرّف بالبدايات، وتوقف عند بعض التجارب ومر على بعض المحطات والمنعطفات التي مرت بها الصحافة، ورصد كل ذلك بشكل أمين وموثق، بالاعتماد على ما هو متاح من أسماء وتواريخ وتطورات، نقلا أو استنتاجا من مصادر منسوبة للباحثين والمعنيين في توثيق تاريخ الصحافة في المملكة في مختلف العهود والمراحل، ضمن سعيه للتعرف على واقع الصحافة المحلية في المملكة .