لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض أهميته الاستراتيجية بحسب الدور المحوري الذي يضطلع به في حماية مصالح الرئيس والاهتمام بسلوكه السياسي، وهو أكثر المسؤولين الذين يحيطون بالرئيس الأمريكي ويعرفون التفاصيل الدقيقة لكل حركته وسكونه ولذلك فإنه من أخطر المناصب التي تحيط بكل رئيس، ويعتبر أول اختياراته حال دخوله البيت الأبيض وذلك ما فعله الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما الذي كانت أول تعييناته اختيار رام إيمانويل ليكون كبير موظفي البيت الأبيض، وهو ما أثار كثيرا من الجدل بسبب الخلفية الإسرائيلية لكبير الموظفين الجديد ومواقفه من قضايا الشرق الأوسط منذ كان مستشارا سياسيا بإدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ويسمح منصب كبير موظفي البيت الأبيض بحكم احتكاكه على مدار الساعة بالرئيس الأمريكي بأن يؤثر بصورة كبيرة في قراراته، ولذلك بدا إيمانويل متدخلا في تحديد كثير من خيارات الرئيس أوباما، ورغم اجتهاده في التعاطي مع منصبه بحرفية إلا أن ذلك لم يجنبه النقد، فهو في خاتمة المطاف سيعمل بما تمليه عليه المصالح الإسرائيلية ويتوافق مع اتجاهات اللوبي الصهيوني القوي. والخلفية التاريخية لإيمانويل تحرمه من أن يكون موضوعيا ومنصفا في كثير من القضايا التي تتقاطع مع الشأن والمصالح الإسرائيلية فهو يحمل جنسية مزدوجة، أمريكية وإسرائيلية، وينحدر من أسرة إسرائيلية، ووالده إسرائيلي من مواليد مدينة القدس وكان عضوا في مليشيا إرغون الصهيونية، وقد عمل الابن متطوعا مدنيا في قاعدة للجيش الإسرائيلي أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991م، وهو العضو الديمقراطي الوحيد من ولاية إيلينوي في الكونجرس الذي صوت لصالح الحرب في العراق عام 2003م. مع أوباما وقد تعرف إيمانويل بالرئيس أوباما في شيكاغو، حيث كان يرأس الفريق الخاص بالانتخابات النصفية عام 2006م، التي استعاد فيها الديمقراطيون الأغلبية في الكونجرس، وتفخر وسائل الإعلام الإسرائيلية بجذوره على نحو ما وصفته صحيفة معاريف بأنه «رجلنا في البيت الأبيض». ومنذ عام 2006م عمل إيمانويل بوصفه رابع أرفع قيادي في الحزب الديمقراطي رئيسا لمؤتمر الحزب، وهو عضو في لجنة المخصصات القوية بمجلس النواب. ثالث يهود البيت الأبيض وإيمانويل هو الشخصية اليهودية الثالثة التي تتولى هذا المنصب المهم الحساس، وقد سبقه في شغل هذا المنصب كل من كينيث دوبرستاين في أثناء حكم رونالد ريجان، ثم جوشوا بولتون خلال إدارة جورج بوش، وعرف لدى البعض بأسلوبه «الفظ والمباشر» أثناء عمله في الكونجرس، ما دفع جون بوينر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب لانتقاد اختياره لكبير موظفي البيت الأبيض، قائلا «إنه اختيار يدعو للسخرية من جانب رئيس منتخب تعهد تغيير واشنطن وإضفاء المزيد من الطابع المدني على السياسة والحكم من المركز».