حراك سياسي .. واخر دبلوماسي ووفود على اعلى المستويات تتقاطر الى الكويت .. ماذا يجري؟ .. السؤال ظل يرفل طيلة الشهر الماضي ماذا في الاجواء .. الكويت مرسى لكل الوفود العربية التي تتشاور وتضع الكويت في صورة كاملة عن الوضع العربي بدءا من عملية السلام في الشرق الاوسط الى الملف النووي الايراني الذي بات يهدد امن منطقة بأسرها وصولا الى الحرب الحوثية التي لا تعرف عقباها والى ما ترنو في ظل توسع رقعة العنف التي تهدد امن مناطق بأسرها. مناورات هنا وتسليح هناك ووضع امني عراقي ما يلبث ان يستقر حتى تشرع اصوات التفجيرات آذنة بدخول فصل جديد من الدماء على الساحة العراقية. كل ذلك رسم سؤالا في الافق : ما الذي يجري على الساحة السياسية؟ «القبس» سبرت اغوار الوضع كاشفة من خلال مصادر عربية ماهية الوضع بشكل عام وما يجري من حراك سياسي دبلوماسي. وتقول المصادر المطلعة شارحة «الصورة الضبابية» على حد وصفها لما يجري على الساحة اليمنية من تطورات واحداث باتت تهدد امن المنطقة ، لا بل ربما تتسع رقعة الصراع المسلح الحوثيين والسلطة اليمنية الى ابعد من ذلك ، والسؤال الذي طرحته المصادر : لماذا ومن المستفيد من كل ذلك ؟ شعب مهدد بالفقر والعوز وامكانات بشرية تجندها القاعدة وتوسع رقعتها الارهابية على حساب دول المنطقة. وترى المصادر المطلعة ان التطورات الدراماتيكية في العراق ربما تنعكس بشكل او بآخر على دول المنطقة ككل. كما ان هناك اهتماما استثنائيا لما يجري في اليمن والحدود مع السعودية من معارك ضارية. وتقول المصادر : مخطئ من يظن ان الحوثيين مجرد متمردين عاديين ، فالواضح ان جهات بمستوى دول تدعم هذه الجهالة وربما تستغل المعارك في وضع المنطقة ككل الى ما لا تحمد عقباه. ولذلك تقول المصادر ان القمة الخليجية الأخيرة في الكويت ، من منطلق استشعارها للخطر المحدق بالانتفاضة الحوثية المسلحة ، قررت تشكيل قوات التدخل السريع المعنية بحفظ أمن دول المنطقة تحسباً لأية تطورات ، وقد أضافت هذه المصادر أن قوات التدخل السريع الخليجية جاءت في وقت تدرس فيه الجامعة العربية احياء مجلس السلم والأمن العربي القومي المعني بإنشاء قوات عربية للتدخل السريع لفض النزاعات العربية واستشعار المخاطر البعيدة المدى التي يمكن أن تواجه الدول العربية ككل ، وبالتالي تعطي انذارا مبكرا بالمشاكل المتوقعة والأزمات وتنبئ بمستقبل الكوارث. وتشير المصادر الى أن الكويت لم تنضم حتى الآن الى هذا المجلس لعدة أسباب موضوعية لخّصتها في «أن المركز أنشئ منذ قرابة عامين والدول العربية المنضوية تحت لوائه حتى الآن هي 12 دولة ، منها السعودية ، سوريا ، الصومال وجيبوتي بالاضافة الى دول أخرى». وتابعت أن الكويت لديها وجهة نظر حول اختصاصات المجلس التي وصفتها بأنها غير واضحة ، بالاضافة الى آليات العمل والتمويل والموازنة وعدد القوات ومن سيتحمل أعباء ومصاريف وصلاحيات القرارات التي اعتبرتها المصادر انها ستكون نقطة خلافية بين الدول. وأكدت المصادر أن الكويت متحفظة حتى الآن لأنها لم تدرك بعد إن كانت قوات التدخل السريع العربية ستكون مجرد جهة لفض النزاعات أم ستشارك في الحروب أم ستسجل وترسل ملاحظات ، لكنها أكدت أن في نهاية الأمر ستنضم الكويت الى المجلس بعد اجراء التعديلات اللازمة التي توضح آلية العمل والمطلوب منها. واعتبرت المصادر العربية أن تطبيق فكرة قوات التدخل السريع على مستوى دول مجلس التعاون أكثر فعالية وقابلية للتطبيق ، وذلك يعود لعدة أسباب، منها ان آلية اتخاذ القرار بين الدول الخليجية اسرع مقارنة بالدول العربية الأخرى، وذلك يعود للتوافق بين قادة الدول. وقالت "مجلس التعاون الخليجي" أسرع في تنفيذ وتطبيق قراراته قياسا الى الجامعة العربية التي تعد بطيئة في تطبيق القرارات والاتفاقات فيما بين الدول العربية ، وذلك لكثرة عددها».