ثلاث حقن كانت كافية لتحويل حياة أسرة سعد علي المتحمي إلى سلسلة من المراجعات الطبية المعقدة، بعد أن تسببت الحقن في إتلاف مخ والدته، التي لم تعد إلى المنزل الذي خرجت منه تمشي على قدميها بحثا عن علاج لألم في الظهر. وينتظر المتحمي تحرك وزارة الصحة وهيئة حقوق الإنسان، بعد شكواه المرفوعة ضد مستشفى الملك فهد في الباحة، إذ يرى أن الحقن التي أعطيت لوالدته كانت خاطئة على حد قوله. وتأتي دعوى المتحمي في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر «عكاظ» تسفير الطبيب المشرف على الحالة من قبل مستشفى الملك فهد في الباحة دون إبداء للرأي. وتضمنت شكوى المتحمي تحميل المستشفى المسؤولية كاملة بعد دخول والدته في غيبوبة، إلى جانب مطالبته بمعرفة المتسبب وراء مغادرة الطبيب البلاد، قبل البت في شكواه. ورغم محاولات «عكاظ» الحصول على تعقيب إدارة المستشفى حول ملابسات القضية، إلا أن المتحدث الرسمي اعتذر عن الرد بحجة انتهاء ساعات العمل. وكانت والدة سعد أحيلت من مستشفى المخواة إلى مستشفى الملك فهد في الباحة، بعد شكوى من آلام في الظهر، بينما تفيد التقارير الطبية المبدئية الصادرة من المستشفى ذاته أنها حولت بعد معاناتها من هبوط في عضلة القلب، وهي حالة ما بعد توقف القلب والتنفس، مع ارتفاع في ضغط الدم. وبين المتحمي أن إدارة مستشفى الملك فهد استقبلت الحالة بصورة لا تلائم وضعها الحرج، موضحا أن الطاقم الطبي اكتفى بالتقرير المبدئي الصادر من مستشفى المخواة، حيث أحيلت لغرف التنويم بدلا من غرفة العناية الفائقة، رغم حالتها التي توصف بالحرجة على حد قوله. وأوضح المتحمي أن والدته حقنت بثلاث إبر عن طريق الوريد والعضل، ما أدى لتغير لون بشرتها إلى الأزرق، ودخولها في غيبوبة مفاجئة نتيجة توقف القلب ونقص الأوكسجين عن المخ، مضيفا بالقول «حينذاك تم إنعاش والدتي طبيا ونقلت إلى العناية المركزة لمدة أسبوعين، قبل أن تنقل لاحقا إلى العناية الخاصة». وبحسب المتحمي، فإن دخول والدته إلى العناية المركزة منعه من نقلها إلى المستشفى العسكري في جدة، الذي أبدى موافقته مبدئيا، وفق خطاب رسمي، ليتم تحويلها إلى مستشفى الملك فهد في جدة بواسطة سيارة إسعاف، حيث لا تزال ترقد في غيبوبتها حتى أمس.