من أهم سمات الأعياد في القرى تبادل الزيارات واللقاءات وتصفية الخلافات بين المتخاصمين والمختلفين. فقد تعود الناس في تلك الأيام المباركة على تجمع الأسر في جو جميل تسوده الألفة والمحبة، ولعل اتجاه الكثير من الأسر إلى إقامة العيد في بعض الاستراحات يعد نوعًا من التقارب الاجتماعي، فالمنازل لم تعد تتسع لبهجة العيد وذلك بوجود الكثير من النشاطات التي تتطلب وجود مكان مهيئ للقيام بها، ويتسع لكل أفراد الأسرة وأصدقائها. فمن العادات القديمة والتي مازال الكثيرون يحرصون عليها حتى وقتنا الحالي هو لم شمل الأطراف المتخاصمة والأشخاص المختلفين من الأهل أو الأصدقاء، واستغلال أجواء العيد الصافية لإعادة تآلفهم وتنقية الأجواء بينهم. في البداية يشير غرم ال طوير أن هناك الكثير من العادات الاجتماعية التي اعتاد عليها الكثير من ابناء القرى في مثل هذه المناسبات فالهدف منها أن تساهم بدور فاعل في التكامل والتعاون والتواصل لدى الأهالي لتحقيق البعد الاجتماعي والثقافي، وتقوية الروابط والصلات بينهم كما يهدف الى زرع المحبة والألفة بين الأهالي. ويقول يحيى الحسني إن الكثير من الأسر تستغل هذه المناسبة لتصفية الخلافات بين المتخاصمين خاصة أن العيد يتزامن مع أجواء تتسم بالتسامح، ويضيف يحيى أنه حريص كل الحرص على أن يقضي إجازة عيد الفطر المبارك وسط أسرته في الباحة، كما يحرص ايضا على أن يقضي كل المناسبات الخاصة التي تمر به أو بأحد افراد أسرته بجوارهم، مؤكدا أن أي مناسبة سواء كانت شخصية أو عامة يكون لها مذاق مختلف بالقرب من الاهل والاصدقاء. ويقول خميس علي إن أهم ما يميز عيد الفطر المبارك هو الحب والاحترام الذي يسود بين جميع أفراد الاسرة، كما يؤكد أنه يقضي اجازة عيد الفطر المبارك بين الاهل في الباحة وذلك لنكهة العيد في القرى. ويؤكد مهند احمد أنه يحرص دائما على أن يقضي عيد الفطر المبارك بين أفراد أسرته مهما كانت الظروف، مشيرا الى ان قضاءه العيد في القرية له مذاق خاص ويحرص على الا يفوته كل عام. ويرى ضيف الله الزهراني أن فرحة العيد تكتمل باجتماع الأسر في مكان يتناسب مع هذه الأيام الجميلة.. فالأطفال لهم النصيب الأوفر من تلك الفرحة خصوصًا في وجود متنفس حقيقي لهم، فتلك التجمعات واللقاءات من خلال الاستراحات أو توفر مكان للعب والبهجة والحرية في إطلاق الألعاب النارية ولعب كرة القدم في أماكن مخصصة معدة لهذا الغرض. أما فيما يخص إصلاح ذات البين، فإن تلك الأجواء التي ذكرتها هي الأنسب للإصلاح والمصالحة وإعادة العلاقات بين المتقاطعين. ويقول يحيى الغامدي إنها مناسبة مباركة لكن الأحوال تبدلت ورغم اختلاف مظاهر استقبال العيد في يومنا هذا بسبب اختلاف ظروف عملهم والحياة أن يجعلوا من العيد مناسبة للتجمع والتزاور حتى لا يفقد العيد بهجته وفرحته ويكون محصورا فقط بين الأهل وننسى الجيران والأصدقاء ، ففي العيد تتجلى السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة فيسارع الناس إلى تبادل التهاني بقدوم العيد ويتصالح المتخاصمون وتعقد مجالس التراحم والمودة وتزول الأحقاد من النفوس فتتجدد العلاقات الإنسانية وتقوى الروابط الاجتماعية.