يرى الكثير من رواد الفكر الإنساني أن خصلة الخوف من المستقبل سمة فطرية عند البشر ، لان فكر الإنسان قاصر لتنبأ بما في المجهول من خير أو شر هو السبب الأساس لوجود هذه الصفة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن أن لا تأثر عملية التفكير في المستقبل في سلوك الإنسان؟ الحقيقة قبل تحليل هذا الطرح أن عملية التفكير في ما هو آت تختلف حسب طبيعة وتركيبة ومعتقد كل فرد ، كما أن صفة الخوف عند المسلم لها نمطان الأول خوف طبيعي كالخوف من الحيوانات المفترسة ومن الفتن و الكوارث المناخية والثاني خوف من أشخاص يعتقد أن لهم القدرة على النفع والضر وهذا الخوف السلبي وهو الذي أراه. والنمط الذي لا خير فيه ويؤدي بصاحبه إلى الهلاك أن استمر عليه (الخوف من المستقبل) فهو حقيقة باب من أبواب سوء الظن بالله سبحانه وتعالى ، فمن من الخطأ أن يرى المؤمن المستقبل نظرة سخط وزجر لان التفاؤل ونبذ الطيرة من أسباب تعلق المسلم بربه وإحسان الظن له، فالشيطان والنفس والهوى أن اجتمعوا في المسلم أهلكوه وفي غير المسلم فحدث ولا حرج. إن الخوف يجب أن يكون أداة لابتعاد عن المعاصي والآثام مع انه صفة لتحقيق الإخلاص والتوحيد لله مع الرجاء والخشية... رواد الفكر الإنساني ركزوا على سلوكات البشر من حيث النفع المحدود ولم يعطوا له بالا للنفع الغير محدود الخالد ألا وهو بعث الإنسان من جديد بعد الموت أما إلى الجنة أو إلى النار نسأل الله السلامة.