توقيع مذكرة تفاهم بين «هيئة السياحة» وهيئة تطوير حائل    «سلمان للإغاثة» يوزع 500 حقيبة شتوية في مديريتي منعر والمسيلة بالمهرة في اليمن    مدرب تشيلسي متحمس لمواجهة فريقه السابق ليستر في الدوري    الشاعرة مها العتيبي تشعل دفء الشعر في أدبي جازان    حرس الحدود ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر بجازان    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    واشنطن ترفض «بشكل قاطع» مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت    رئيس البرلمان العربي يدين الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة ويحذر من عواقبه    توال و 5SKYE تعلنان عن شراكة استراتيجية لتعزيز التحول الرقمي في السعودية    تفاؤل أمريكي بوقف إطلاق النار في لبنان.. خلافات بين إسرائيل وحزب الله على آلية الرقابة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "مطار الملك فهد الدولي" يحقق المركز الأول في نسبة الالتزام بمعايير الأداء التشغيلي    "تزايد" تختتم مشاركتها في سيتي سكيب 2024 بتوقيع اتفاقيات وإطلاق مشاريع ب 2 مليار ريال    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    رغم عدم تعليق موسكو.. أوكرانيا تتهم روسيا باستهدافها بصاروخ باليستي عابر للقارات    اكتمال وصول الدفعة الأولى من ضيوف خادم الحرمين للعمرة والزيارة    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    أمين منطقة القصيم يتسلم التقرير الختامي لمزاد الابل من رئيس مركز مدرج    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    "تعليم البكيرية" يحتفي باليوم الدولي للتسامح بحزمة من الفعاليات والبرامج    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    أكاديمية طويق شريك تدريبي معتمد ل "Google Cloud"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    مدالله مهدد ب «الإيقاف»    9 مهددون بالغياب أمام «الصين»    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    وزراء داخلية الخليج يبحثون التعاون الأمني المشترك    وزير العدل: القضاء السعودي يطبق النصوص النظامية على الوقائع المعروضة    ضمن ملتقى «الإعلام واقع ومسؤولية».. إطلاق أول بودكاست متخصص في المسؤولية الاجتماعية    الصقور السعودية    «المسيار» والوجبات السريعة    حمائية فاشلة !    هوساوي يعود للنصر.. والفريق جاهز للقادسية    الخليج يتطلع لنهائي آسيا أمام الدحيل    اكتشف شغفك    علاج فتق يحتوي 40 % من أحشاء سيدة    الاتحاد يستعيد "عوار" .. وبنزيما يواصل التأهيل    الغندور سفيرا للسعادة في الخليج    «قرم النفود» في تحدٍ جديد على قناة «الواقع»    «بوابة الريح» صراع الشّك على مسرح التقنية    الدرعية تضع حجر الأساس لحي القرين الثقافي والمنطقة الشمالية    الإعراض عن الميسور    نواف إلى القفص الذهبي    الزميل أحمد بركات العرياني عريسا    في مؤجلات الجولة الثامنة من" يلو".. قطبا حائل يواجهان الحزم والصفا    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    مهرجان البحر الأحمر يعرض روائع سينمائية خالدة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    استهلاك عدد أقل من السجائر غير كافٍ للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين    سعود بن بندر يستعرض تحول التعليم في الشرقية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي الذي تنازل عن قاتل أخيه    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطاب النسائي الواعي ينطلق من المدينة لمحاربة الإرهاب
برعاية الأمير نايف .. أكاديميات يبحثن مع علماء ومختصين قضايا التطرف

تشارك 15 باحثة وأكاديمية من داخل المملكة وخارجها في جلسات مؤتمر الإرهاب الذي ينطلق الأحد المقبل في المدينة المنورة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث وزعن على جلساته الاثنتي عشرة، وهذه البحوث هي: دور العلماء في بيان حقوق الولاة والتحذير من الخروج عليهم، الحرب على الإرهاب بين إشكالية التكييف وازدواجية معايير التطبيق، مسؤولية الإعلام العالمي في إذكاء روح التسامح، الجهل بالدين وسوء الفهم للنصوص الشرعية واتباع المتشابه منها، موقف الإسلام من الإرهاب.. دراسة على دلالة النص القرآني، دور المدرسة الثانوية في مواجهة الإرهاب وتعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب، أثر كفايات معلم التربية الإسلامية في معالجة التطرف الفكري، المؤسسات التعليمية ودورها في توجيه طلابها نحو الوسطية والاعتدال، دور الخطاب الدعوي النسائي في مكافحة التطرف والإرهاب، دور الأسرة في حماية الأبناء من التطرف والإرهاب، وفيما يلي ملخصات لتلك الأبحاث النسائية:
فاطمة السلمي:
أسباب فكرية ونفسية وتربوية للإرهاب
أوضحت الدكتورة فاطمة بنت عايض السلمي (جامعة الملك سعود)، في بحثها «دور المدرسة الثانوية في مواجهة الإرهاب وتعزيز الانتماء الوطني لدى الطالبات في محافظة حفر الباطن.. الواقع والمأمول»، أن هناك أسبابا فكرية واجتماعية ونفسية وتربوية للإرهاب، وأرجعت الأسباب الفكرية إلى: معاناة العالم الإسلامي من انقسامات فكرية حادة وتيارات مختلفة، وضآلة الاهتمام بالتفكير الناقد والحوار البناء من قبل المربين والمؤسسات التربوية، وسوء الفهم والتفسير الخاطئ لأمور الشرع، أما الأسباب الاجتماعية فأوضحت أنها تتمثل في: عدم الحكم بما أنزل الله في كثير من البلاد الإسلامية، والفساد العقدي، واختلال العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وعدم تكوين روح التعلق بالمجتمع الإسلامي أو بالأمة الإسلامية، وغياب دور العلماء وانشغالهم، والتفكك الأسري والاجتماعي. أما الأسباب النفسية فصنفتها إلى: الدوافع التدميرية النفسية المتأصلة، وضعف الأنا العليا وسيطرة الذات الدنيا، تضخم الأنا العليا بسبب الشعور المتواصل بوخز الضمير، الإحباط في تحقيق بعض الأهداف أو الرغبات أو الوصول إلى المكانة المنشودة، وهذاءات العظمة والاضطهاد، والشخصيات المتبلدة أو الفصامية، كما حصرت الأسباب التربوية في: نقص الثقافة الدينية في مناهج التعليم في معظم البلاد الإسلامية، وعدم الاهتمام الكافي في إبراز محاسن الإسلام والأخلاق الإسلامية، وعدم الخضوع للنظام في مرحلة الطفولة في مختلف المراحل التربوية، وبعد بيان الباحثة للأسباب المتقدمة انتقلت إلى بيان آثار الإرهاب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدينية والنفسية والسياسية.

إبتسام القرني:
الاهتمام بالأستاذ الجامعي وتأهيله
بينت الدكتورة إبتسام بالقاسم القرني (جامعة أم القرى) في بحثها «دور الجامعات في إرشاد الطلاب نحو الوسطية والاعتدال»، أن هناك أربعة عوامل تؤدي إلى الانحراف الفكري، أبرزها الجهل بفقه النصوص الشرعية، وضعف الانتماء للوطن والمجتمع.
وطالبت بالاهتمام بالأستاذ الجامعي، وأهمية انتقائه من ذوي الكفاءة والكفاية العلمية، وتأهيله علميا ومهنيا، والاهتمام بالبئية والمناهج الدراسية.
وأشارت إلى أن المناهج لم تهتم بإبراز محاسن الدين، والأخلاق الإسلامية، وهذا هو الذي «يفرز فكرا منحرفا ناتجا عن ضعف مرجعية أصحابه».
وأوضحت ضرورة تعديل أهداف التعليم التي نسعى إلى تحقيقها في نفوس الطلاب، بحيث يكون من أهم أهدافه تهيئة الطلبة لتحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم والآخرين، والتوجيه الإيجابي لسلوكهم وممارساتهم وتصرفاتهم وتفكيرهم وميولهم ووعيهم السياسي.
وأكدت على أن من أهم المواد الدراسية التي تساهم بدور فاعل في خدمة الأمن لدى الطلاب، المواد الشرعية بما تقوم به من ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم، وأن تدريس المواد الشرعية يساهم في تكريس الثقافة الأمنية لدى الطلاب وإبعادهم عن مواطن الشبهات.
ودعت إلى ربط المؤسسات التعليمية بالمجتمع المحلي وتفعيل دورها في حماية أمنه، وتدريس المواد التي يحتاجها العصر برؤية شرعية مثل مادة فقه الأمن.
رقية بوسنان:
استراتيجية لتصحيح مسار الإعلام
اقترحت الباحثة رقية عبدالله بوسنان (جامعة باتنة، الجزائز)، في بحثها «مسؤولية الإعلام العالمي في نشر التسامح العالمي ومحو صورة الإسلام المشوة من ذاكرة العقل الغربي»، استراتيجية مكونة من شقين؛ أولهما عبارة عن مجموعة من الحلول والبدائل للإعلام الغربي، والثاني عبارة عن مجموعة من الأسس والخطوات العملية موجهة إلى الإعلام العربي والإسلامي؛ حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى تصحيح مسار الإعلام الغربي والإعلام العربي نحو ما يجب أن يكونا عليه، من أجل المساهمة في نشر ثقافة التسامح، وتصحيح صورة الإسلام المشوهة في الغرب. وأرجعت الباحثة منطلقات الإعلام الغربي في تشويه صورة الإسلام، إلى مجموعة من العوامل التاريخية والفكرية والنفسية والواقعية، أبرزها: الاستشراق باعتباره موسوعة التشويه المتعمد، وتوهم التهديد الإسلامي للغرب أو ما اصطلح على تسميته بالإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام)، وأزمة الهوية والوحدة والانتماء التي يعاني منها الإنسان العربي المعاصر، وانعدام فاعلية الإعلام العربي على المستوى العالمي. وأوضحت أن تشويه الإعلام الغربي المتعمد لصورة الإسلام والمسلمين وليد العداء السافر للإسلام الذي ورثته وسائل الإعلام الغربية عامة والأمريكية خاصة من المكتبة الاستشراقية التي تقدم الإسلام على أنه نهاية الحضارة ونقيض الديمقراطية والإنسانية، والتي تقدم العرب والمسلمين على أنهم متوحشون وغير عقلانيين، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام الغربية والأمريكية المرئية والمسموعة والمقروءة تلعب دورا خطيرا في تشويه صورة الإسلام أمام الرأي العام الغربي والعالمي من خلال وصم الإسلام بالإرهاب والتطرف والأصولية. كما قدمت الباحثة خطة حركية ومقترحات فاعلة للإعلام العربي والإسلامي، موضحة أنها تتطلب التحرك على عدة مستويات.
مديحة السدحان:
حقوق ولاة الأمر واجبة
أكدت الدكتورة مديحة إبراهيم السدحان (جامعة الأميرة نورة) في بحثها «دور العلماء في بيان حقوق الولاة والتحذير من الخروج عليهم.. الشيخ عبد العزيز بن باز نموذجا» أهمية السمع والطاعة لولاة الأمر، والاعتراف بإمرة الأمراء، وستر المعايب وسد الخلة عند الهفوة وجهود الشيخ في بيان هذا الحق، ونصح الولاة وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ودفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن، وبيان موقف الشيخ ابن باز من هذا الحق وشمول نصيحته لعموم المسلمين، ونشر محاسن الولاة بين العامة وجهود الشيخ في بيان هذا الحق، وجمع الكلمة على الولاة ورد القلوب النافرة إليهم وحرص الشيخ على هذا الحق، والدعاء لأولياء الأمور بالصلاح ومواظبة الشيخ على ذلك، والجهاد مع الحكام وجهود الشيخ في حث عامة المسلمين على أداء هذا الحق، عدم الخروج على ولاة الأمر والسمع والطاعة لهم.
إبتسام السلويلم:
المرأة الأقدر على خطاب مثيلاتها
أشارت الدكتورة أسماء السويلم (جامعة الملك عبد العزيز) في بحثها «الخطاب الدعوي النسائي في مكافحة التطرف والإرهاب.. دور وواقع» أن للخطاب الديني أثرا إيجابيا في دلالة الناس إلى الخير، وحثهم على الانقياد له، والتمسك به، ورد الباطل، والنهي عن المنكر، وزجر الناس عنه، متناولة عدة أدلة على أهمية الخطاب النسائي، منها: الفروق الجوهرية بين الذكور والإناث في طريقة التعامل في خطاب المرأة للمرأة، لأنها أكثر وعيا بما يدور في نفسها. وأوضحت أبرز وسائل الخطاب النسائي الدعوى: التربية والتعليم، مدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم، المؤسسات الخيرية والإغاثية، واقترحت عدة مقترحات لمكافحة التطرف النسائي، أهمها: العنف الأسري وخطورته وآثاره، وغلو المرأة في الدين، وأدب الخلاف والتعامل مع المخالف.
رقية عواشرية:
نحتاج إلى أرضية قانونية لتجريم الإرهاب وتطويق منظماته
أشارت الدكتورة رقية عواشرية (جامعة باتنة، الجزائر) في بحثها «الحرب على الإرهاب بين إشكالية التكييف وازدواجية معايير التطبيق» إلى الخلاف بين شراح القانون الدولي العام والإنساني حول هذا تكييف الحرب على الإرهاب، والذي يتلخص في وجود أربعة اتجاهات رئيسة هي: أن مساندة الجماعات الإرهابية عمل من أعمال الحرب يبرر الحرب ضد الدولة المساندة، أن الحرب على الإرهاب من قبيل نظام الأمن الجماعي الذي يختص به مجلس الأمن، أن الحرب على الإرهاب من قبيل الدفاع الشرعي الذي يتيح للدولة المعتدى عليها حق الاستخدام المشروع للقوة المسلحة ضد الدولة الداعمة للإرهاب، وأن الحرب على الإرهاب شكل جديد من أشكال النزاع المسلح وليست حربا بالمعنى الفني الدقيق للحرب.
وحول مدى تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني على الحرب ضد الإرهاب، فإن الدكتورة رقية نقلت الخلاف بين فريقين من شراح القانون الدولي، يرى أولهما أن قواعد القانون الدولي الإنساني لا تنطبق على الحرب ضد الإرهاب، ويرى الفريق الثاني أن القانون الدولي الإنساني واجب الاحترام، ولو كانت الحرب غير مشروعة، وهو ما أكدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قولها: إن الالتزام بالقانون الدولي الإنساني لا يمثل بأي حال عقبة أمام مكافحة الإرهاب والجريمة.
وتطرقت إلى مدى مشروعية الحرب على الإرهاب (أفغانستان نموذجا)، وانتهت إلى أن الحرب التي قادتها أمريكا بدعم من حلفائها على أفغانستان تمت دون إذن أو حتى موافقة من مجلس الأمن، وعليه فإن هذه الحرب غير مشروعة.
ثم ناقشت الدكتورة رقية أسلوب التعامل الدولي مع ظاهرة الإرهاب، ففرقت في ذلك بين مرحلتين، بين ما قبل وما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، فأوضحت أن مجلس الأمن قبل أحداث سبتمبر لم يستخدم صلاحياته في إطار مكافحة الإرهاب، على الرغم من وقوع العديد من الأعمال الإرهابية في العديد من الدول العربية والإسلامية، وأن الدول الكبرى قد تجاهلت صيحات الدول الإسلامية، بضرورة وضع أرضية قانونية لتجريم الإرهاب وتطويق منظماته، حيث ظنت وقتئذ أنها بمنأى عن أن تطالها الأعمال الإرهابية. كما انتهت إلى أن العالم كان لزاما عليه أن ينتظر توجيه العمليات الإرهابية إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر حتى يشهد الحرب على الإرهاب التي اعتنقتها أمريكا وشبهتها بأنها حرب صليبية بلا نهاية ولا هوادة، وحددت أهدافها المباشرة بالقضاء على محور الشر الذي حصرته في مجموعة من الدول الإسلامية التي ألصقت من خلالها صفة الإرهاب بالإسلام وراح ضحيتها كل من أفغانستان والعراق، وتأكدت من خلالها سياسة الانتقائية للولايات المتحدة في التعامل مع القضايا الدولية. ثم استعرضت الدكتورة رقية جملة من النتائج ذات الآثار السلبية على المجتمع الدولي من جراء انتهاج سياسة ازدواجية معيار التعامل مع ظاهرة الإرهاب. ومن أبرزها: تشويه صورة الإسلام واضطهاد المسلمين، من خلال الخلط بين عمليات المقاومة المسلحة والإرهاب، إذكاء روح التطرف لدى الشعوب المستشعرة للظلم.
حصة الصغير وهناء زمزمي:
الخوارج الجدد اتبعوا المتشابه
أوضحت الباحثتان الدكتورة حصة الصغير والدكتورة هناء زمزمي (جامة أم القرى) في بحثهما المشترك «الجهل بالدين وسوء الفهم للنصوص الشرعية واتباع المتشابه منها»، إلى الآثار الواردة أن الجهل داء، وخصلة قبيحة، وسبب ضلال الخوارج الأولين.
وناقشت الباحثتان سوء الفهم لنصوص الشريعة ودوره في تطرف فكر الخوارج، من خلال تعريف الفهم لغة واصطلاحا، والفرق بين الفهم والعلم، وسوء فهم الخوارج لضوابط التكفير، ومسألة الاستعانة بالمشركين، حيث إنهم يكفرون كل من تعامل مع غير المسلمين أو استعان بهم، وهذا خلاف التفصيل الذي عليه جمهور الفقهاء، وسوء فهمهم التعامل مع غير المسلمين من أهل الذمة وأهل الصلح.
وأشارتا إلى أن الخوارج يتبعون المتشابه من القرآن، فيتأولونه من غير معرفة بمعناه، ولا رسوخ في العلم، ولا اتباع للسنة، ولا مراجعة لجماعة المسلمين، وتحدثتا عن تطرف فكر الخوارج، من أبرزها: فشو الجهل وغياب الحق أو تلبيسه، إخراج النص عن الحقيقة التي وضع لها، التفرق والاختلاف إلى شيع وأحزاب، قتال الأئمة والخروج عليهم، والميل الدائم إلى التضييق والتشديد والإسراف في القول بالتحريم.
مستورة المطيري:
لا بد من تعزيز الانتماء الوطني للأبناء
تؤكد الدكتورة مستورة بنت رجا المطيري (جامعة الكويت) في بحثها «دور الأسرة في تحصين أبنائها ضد التطرف والإرهاب وتعزيز الانتماء الوطني لديهم» أن الأسرة هي حجر الأساس في المجتمع، فإن قويت واستقامت أمورها استقام المجتمع واستقر، وإن ضعفت واضطربت شؤونها اضطرب المجتمع وتفكك، مشيرة إلى دور الأسرة في تحصين أبنائها ضد الإرهاب، مبينة أهم وسائلها وأدواتها في تحقيق هذه المهمة.
وأوضحت أهمية دور الأسرة في تحقيق الأمن النفسي لأبنائها عن طريق إحاطتهم بالحب والحنان والرعاية واللعب معهم ومداعبتهم وإدخال السرور عليهم والدعاء لهم بالصلاح والبركة، كما أكدت أهمية دور الأسرة في تحقيق الأمن الفكري لأبنائها، مقترحة عددا من الوسائل، أهمها:
تعليم كتاب الله تعالى لهم حفظا وتدبرا، تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية في نفوسهم، ومراعاة حرمة الضرورات الخمس، ملء أوقات فراغهم إما بالقراءة الهادفة النافعة، أو بالترفيه والتسلية البدنية المشروعة، أو بالقيام بأعمال مهنية تعود عليهم بالنفع والفائدة، التعاون الأسري في تبادل المعلومات والأخبار الصحيحة عن مضار الإرهاب ومخاطره.
وناقشت الدكتورة المطيري أبرز العوامل التي تساعد الأسر على تفعيل دورها في تحصين أبنائها ضد الإرهاب، مثل: إعادة تأهيل الأسر ماديا ومعنويا، إعداد برامج إعلامية هادفة ثقافية وتوعوية منضبطة بالضوابط الشرعية. وإحياء دور المؤدبين أي المعلمين الذين يهتمون بتعليم القيم والمبادئ والآداب الإسلامية.
وتناولت الباحثة دور الأسرة في تعزيز الانتماء الوطني كركيزة للأمن والاستقرار في المجتمع ودور الأسرة في تحقيقه، وقدمت عددا من الوسائل والآليات المعززة لدور الأسرة في تحقيق هذا الهدف، أهمها: لزوم الجماعة أو ما يعرف بالإحساس بالانتماء، غرس قيمة الشجاعة في نفوس الأبناء، غرس حب العمل والتنمية والتطوير في نفوس الأبناء.
أحلام مطالقة:
دور تكاملي بين المنهج والمعلم
أوضحت الدكتورة أحلام مطالقة (جامعة اليرموك في الأردن) في بحثها «أثر كفايات معلم التربية الإسلامية في معالجة التطرف الفكري» بالدليل النقلي والعقلي خمسة مظاهر للتطرف الفكري، هي: التعصب للرأي، التفكير بالمعصية، غلو التفريط والإفراط، الغلظة والفظاظة في في التعامل مع الآخر، وسوء الظن بالآخرين. وأشارت إلى أنه إذا كانت المناهج التدريسية الإسلامية قد صيغت بطريقة تحقق أهداف الإسلام، فإنها لا تحقق أكلها إن لم تقترن بمعلم يحمل مجموعة من الكفاءات قادرة على أن تحقق أهداف المنهج، موضحة أنه لا يمكن للمعلم أن ينجح إذا لم يكن ملما بدوره في عملية التعلم والتعليم، وفهم أغراض العملية التربوية ودوره في هذه العملية، وأن يتصف معلم التربية الإسلامية بغزارة العلم وإلمامه بالإسلام بصورة شاملة، ودرايته بتيارات وتحديات عصره.
وخرجت ببحثها بعدة توصيات أهمها: أن مفاهيم التطرف والغلو والتعصب والعنف والإرهاب تدور حول معان مجاوزة الحد والشدة في غير موضعها، وأن تمتع معلم التربية الإسلامية بمجموعة من الكفايات الشخصية والمهنية، والتخصصية والثقافية كفيل بإيجاد شخصيات معتدلة متوازنة قادرة على أن تقف أمام الأفكار المتطرفة.
فوز كردي:
ضرورة تعزيز الوطنية لدى الأبناء
تؤكد الدكتورة فوز عبداللطيف كردي (جامعة الملك عبدالعزيز) دور الأسرة في تعزيز الانتماء الوطني لدى الأبناء، موضحة قيمة الانتماء الوطني في دائرة الانتماءات الفردية، متطرقة إلى الوسائل العملية الداعمة لجهود الأسرة الهادفة إلى تعزيز الانتماء الوطني لدى الأبناء، منها: تمثل قيم المواطنة الصالحة من الوالدين والراشدين في الأسرة، ودعم مشاعر الأبناء الإيجابية تجاه الوطن، وتعزيز مشاعر الوحدة الوطنية، وبيان أهميتها في تحقيق أمن الوطن، وملاحظة السلوك التخريبي أو العدواني لدى الأبناء منذ الصغر ومعالجته.
وأوضحت أن من المتفق عليه تربويا واجتماعيا أن دور الأسرة بالغ الأهمية في إعداد الفرد وتأهيله للقيام بأدواره ووظيفته داخل محيطه الاجتماعي، حيث تمثل الأسرة أول محضن يضم الطفل منذ لحظة ميلاده، ويتابعه خلال مراحل حياته، مشيرة إلى الخطوات العملية لدعم ذلك الدور في تربية الأبناء على منهج الوسطية والاعتدال، أهمها: السعي لتوفير الاستقرار والطمأنينة والسكن النفسي القائم على المودة والرحمة في أجواء الأسرة، ربط الأبناء بكتاب الله تعالى تلاوة وتدبرا وفهما وعملا، تقديم القدوة الحسنة للأبناء في مجال الوسطية والاعتدال، وإتاحة حرية الرأي للأبناء في إطارها الإيجابي. وتطرقت إلى الأساليب التي تعين الأسرة على تحصين الأبناء ضد التطرف والإرهاب، أهمها: ربط الأبناء بالقرآن والسنة، وحثهم على تمثل قيم التعامل السمح التي عني القرآن ببيانها، وتدريبهم على إدارة المشاعر في المواقف الحياتية المتنوعة، ودمجهم في المناشط الاجتماعية التي تظهر شخصياتهم، وتدريبهم على التخطيط لحياتهم، ومد جسور التعاون والتفاعل بين البيت والمدرسة.
رقية العلواني:
حملات ترويجية لتسويق مضادات التطرف
أكدت الدكتورة رقية طه العلواني (جامعة البحرين) في بحثها «دور الأسرة في حماية الأبناء من التطرف» على أهمية وجود خطوات عملية لتسويق مضادات التطرف، تلك المضادات التي تعنى بنشر القيم والمبادئ والأفكار المناهضة للتطرف والمخلصة لعقول الناشئة والشباب من بوادره وأعراضه، ورأت أهمية القيام بمثل هذه الخطوات على نطاق المدارس والمؤسسات التعليمية والمجتمعية، من خلال إطلاق حملات ترويجية للقيم الحضارية والجمالية التي تشكل أهم المكونات الرئيسة لمضادات التطرف والإرهاب.
وأوضحت أهمية دور الأسرة في حماية الأنباء من التطرف، متطرقة إلى عدة أمور لا بد من مراعاتها في ذلك، أبرزها: تحقيق الاستقرار النفسي داخل مؤسسة الأسرة وأخطار فقدانه، وتنمية الذات لدى أفراد الأسرة، كما أبرزت دور الوالدين في تنمية الشخصية والاستقلالية والذاتية لدى الأبناء، من عدة خطوات أهمها: غرس قيم المحبة والتعاون والانفتاح على المجتمع في نفس الطفل، تحاشي الممارسات الخاطئة في تنشئة الأطفال مثل رفض أسلوب الحوار والمناقشة داخل الأسرة، شغل وقت الفراغ لدى الأبناء بالهوايات النافعة لاحتوائهم داخل البيت وفي نطاق الأسرة.
وأكدت الدكتورة رقية إلى أهمية دور الأسرة الوقائي في الحماية من التطرف، من خلال الخطوات التالية: التخلص من أسباب التطرف ومن الظروف المؤدية إليه، والكشف والتشخيص المبكر لمظاهر التطرف لدى الأبناء، والعمل على التقليل من الآثار السلبية المترتبة على حالة التطرف والتخفيف من حدتها ومنع مضاعفاتها.
ثم تطرقت إلى دور الشراكة مع المؤسسات المجتمعية الأخرى في الحماية من التطرف، حيث ترى أن عملية التنشئة الأسرية للأبناء ينبغي أن يتسع نطاقها إلى خارج إطار الأسرة بحيث تتضافر باقي المؤسسات المجتمعية الأخرى مع الأسرة في التنشئة السوية للأبناء.
رحيمة عيساني:
القنوات لبت الحاجة المعرفية
أكدت الدكتورة رحيمة عيساني (جامعة باتنة في الجزائر) في بحثها «اتجاهات الشباب الجزائري نحو الفضائيات الدينية الإسلامية ودورها في توعيته ضد التطرف والتعصب»، أن القنوات الفضائية الدينية قد لبت عند المشاهد العربي الحاجات المعرفية والعلمية والثقافية والترفيهية الملتزمة، وأن برامجها الوعظية والدعوية لمشاهير الدعاة في العالم الإسلامي تأتي في المرتبة الأولى لدى المشاهدين من حيث المضامين الإعلامية الأكثر متابعة من طرف النخبة من أفراد العينة، وأنها تثري المعلومات الدينية عند الأفراد، وتعالج القضايا والمشكلات المهمة في حياة الناس، وتطرح أسس التدين الصحيح، وتوعي ضد مخاطر الأفكار الهدامة، كما أن لها دورا إيجابيا في التوعية ضد التطرف والتعصب.
آمال أبو يوسف:
المكافحة وقائية وعقابية رادعة
أكدت الدكتورة آمال السيد أبو يوسف (جامعة قناة السويس في مصر) في بحثها «موقف الإسلام من الإرهاب.. دراسة في دلالة النص القرآني»، أن الشريعة الإسلامية تعاملت مع ظاهرة الإرهاب في اتجاهين متوازيين، هما: الاتجاه الوقائي التربوي، واتجاه المعالجة العقابية الرادعة.
وأوضحت أن الخلط بين مفاهيم ومقاصد مصطلحات الإرهاب والتطرف والغلو والأصولية والعنف شوه المفهوم الحقيقي لكل مصطلح، وعتم على علاقته بالآخر، ما أدى إلى اختلاط المعاني وتداخلها، موضحة أن جوهر مشكلة الخلط في مفهوم الإرهاب يؤثر في الرؤى حول ما يعد نشاطا يستوجب الإدانة، وما يعد كفاحا يستحق الدعم والتشجيع، مشيرة إلى أن ما اصطلح على وصفه بالإرهاب في العصر الحديث ليس المقصود به ما يدل عليه المصطلح في مفهومه اللغوي، وليس استخداما للدلالة اللفظية لهذا المصطلح في أحد مفهوميها السابق ذكرهما، وهما: الخوف من الله وخشيته والردع للعدو وحماية للنفس وللعدو وللآخرين.
لؤلؤة القويفلي:
الأسرة إما حاضنة للأبناء أو مسببة للتطرف
أكدت الدكتورة لؤلؤة بنت عبدالكريم القويفلي (جامعة أم القرى) في بحثها «مسؤولية الأسرة في تحصين أبنائها من التطرف والإرهاب» أن للأسرة مسؤولية في تعزيز أمن المجتمع والتحديات التي تواجهها، موضحة أن الأسرة هي الحاضنة والمربية والراعية والمهيئة للأطفال، وهي في الوقت نفسه أحد العوامل المسببة للتطرف والإرهاب عند غياب السلطة الأبوية فيها.
وأوضحت أن الأسرة تكتسب أهمية وجودها من عدد من الأسس، أهمها: أنها اللبنة الأولى في كيان المجتمع، وأنها المتحمل الرئيس لمسؤولية تنشئة الأبناء.
وأشارت إلى الوجوه الأساسية لأهمية الأمن، فذكرت أنه من الحاجات الأساسية للأفراد والجماعات التي يجب إشباعها لهم، موضحة أبرز ركائز الأسرة والأمن، وذلك من خلال بندين رئيسين، خصصت أولهما لركائز الأسرة التربوية، وهي: التدريب على العبادة، والتربية الإيمانية، والبدنية، والخلقية، والروحانية، والاجتماعية، والعاطفية، والعقلية.
وتطرقت الدكتورة لولوة إلى الركائز الأمنية، أهمها: المحافظة على أمن الوطن، ولزوم جماعة المسلمين، بذل الحقوق الواجبة لولاة الأمر، مؤكدة وجود أثر كبير للأسرة والأمن في بناء شخصية الأبناء، مشيرة إلى آثار الأمن على المجتمعات، منها: ازدهار واستقرار الحياة في المجتمع، وإشاعة الشعور بالأمن والاستقرار والسكينة.
ثم عرجت إلى أسباب ظهور وانتشار ظاهرتي التطرف والإرهاب، منها: نقص أو انعدام التربية الإيمانية، والفراغ النفسي والعقلي لدى المتطرف، والتفكك الأسري والاجتماعي، أما الوسائط المساندة على التطرف والإرهاب، فمنها: الجهل بالدين، والغزو الفكري، والتأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام.
أما التحديات التي تواجه الأسرة، فقد قسمتها الباحثة إلى قسمين: داخلية، وخارجية، فالداخلية مثل: الخلاف والشقاق بين أفراد الأسرة، وجود المستخدمين (الخادمات) عامة وغير المسلمين خاصة، وأبرز التحديات الخارجية فهم: الأصدقاء وقرناء السوء.
كما ذكرت من أبرز التحديات الخارجية ما يلي:
وناقشت الباحثة وضعية الأبناء بين معوقات الأسرة وتأثير اتجاهات الوالدين، والتي رأت فيها أنها إن كانت مشبعة بالحب والقبول والثقة، فإنها تساعد الأبناء على أن ينموا وهم راضون عن ذواتهم، محبين لغيرهم، متقبلين للآخر، متعايشين معهم. والعكس في كل ذلك صحيح، كما تطرقت إلى مسؤولية الأسرة في إيجاد ثقافة آمنة لدى الأبناء تبصرهم ببعض أنماط السلوك التي تؤدي إلى انحرافهم، وأشارت إلى مسؤولية الأسرة في غرس القيم والأمن، وتعزيز الانتماء الوطني، وحماية الأبناء من التأثر بالسلوكيات المنحرفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.