أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل 0 وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم // دين الاسلام هو دين القسط والميزان والعدل والوسطية والتوازن تميز بهذه المبادئ في كل النواحي وفي كل المجالات في أحكامه وتوجيهاته ومواقفه في العادات والعبادات والمعاملات والتصرفات والاخلاق والسلوك والعقل والفكر //. وأضاف / جاء الاسلام بالقسط في كل الامور وحذر من خصلة تنافي هذه المبادئ وذم سلوكا يتعارض مع أصوله ومبادئه إنه الاسراف ذلك التصرف المشين والسلوك المنحرف المنافي للعقل والشرع ذمه القرآن في ثلاث وعشرين موقعا كما ذم أخاه التبذير في مواصع اخرى . وبين فضيلته أن الاسراف هو مجاوزة الحد وتعدي المشروع وكل ما بذل في غير وجهه فهو تبذير نهى الله عنه وذمه وخوف من عاقبته فقال سبحانه//واهلكنا المسرفين//وقال عز وجل//وان المسرفين هم اصحاب النار // وكره صاحبه فقال تعالى// ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين// . وقال اذا غرق المسرف في بحر إسرافه وأشرب هواه عميت بصيرته فيضل ولايهتدي وربما لايوفق للتوبة حتى يموت على معاصيه وآثامه وفي ذلك يقول الله عز وجل//إن الله لايهدي من هو مسرف كذاب //ويقول الله عز وجل // كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب //الاسراف مذموم في كل حال حتى ورد النهي عنه عند ذكر الزكاة والصدقات قال الله عز وجل//وآتوا حقه يوم حصاده ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين // وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم//كلوا وتصدقوا والبسوا بلا إسراف ولا مخيلة // حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجةووصف الله حال كثير من الامم التي أهلكها بانها كانت مسرفة وأن هلاكها بسبب إسرافها ويكفي في ذمه أنه صفة للشيطان وأن المتصف به من حزب الشيطان قال الله عز وجل// ولاتبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا //ومع ذلك فهو إضاعة للمال وحساب وحسرة في المآل 0 في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال// إن الله كره لكم ثلاثاً قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال // وبين فضيلته أن من صفات عباد الرحمن الواردة في آخر سورة الفرقان قال تعالى // والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما // هذا هو منهج الاسلام وخصال أهل الايمان القوام والقسط والاعتدال // ولاتجعل يدك مغلولة الى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا // هذا المنهج الرباني المامور به هو االاقتساط وهو التوازن والتزامه يعني الكفاف والاستغناء عن الخلق وتضييق الفجوة بين الاغنياء والفقراء وتوفير المال للنافع المفيد ليصرف في قنوات المصالح العامة والخاصة بما يعود بالخير على الجميع مشيراً الى أن والاسراف إما ان يكون بالزيادة عن القدر الكافي وإما بزيادة الترفه والتنعم واما بتجاوز الحلال الى الحرام وهذه أقبح صوره . // يتبع // 1546 ت م